أخبار وتقارير
واشنطن بوست : تنظيم القاعدة يعيد تنظيم صفوفه في اليمن

أفاد مسؤولون أمريكيون لصحيفة "واشنطن بوست" بأن الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الأمريكي من اليمن سمح على ما يبدو لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العرب بالتركيز على إعادة بناء قوته في أعقاب الهجمات التي شنتها الطائرات بلا طيار الأمريكية على مدى سنوات ضد قادته.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المقاتلين الجهاديين قاموا بتحرير ما يصل إلى 300 سجين كانوا محتجزين بأحد السجون الواقعة في شرق اليمن، ومن بينهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة خلال عملية توصف بأنها جزء من مسعى أوسع نطاقاً من قبل التنظيم لحشد صفوفه.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن الطائرات بلا طيار المسلحة ما تزال تحلق فوق اليمن، ومستعدة لتوجيه ضربات ضد أعضاء القاعدة في الجزيرة العربية.
ولفت المسئولون الأمريكيون إلى أن الدعم الاستخباراتي المقدم إلى الحملة الجوية السعودية لم يحول الموارد بعيداً عن ملاحقة القاعدة. غير أن عملية مكافحة الإرهاب تحولت من كونها المعركة الأكثر نشاطاً في اليمن إلى مجرد صراع ثانوي، حيث يطمسها النزاع الداخلي الذي تحول إلى حرب إقليمية بالوكالة الرياض وطهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تنفذ أي هجمات باستخدام الطائرات بلا طيار في اليمن منذ منتصف فبراير (شباط، عندما أعلن المتمردون الحوثيون عن استيلائهم رسمياً على السلطة من الحكومة. وقد توقفت حملة الطائرات بلا طيار في اليمن قبل ذلك لعدة سنوات، ولكن المسئولين الأمريكيين يقولون إنه من المرجح أن يغدو هذا التوقف أكثر شيوعاً وأطول بعد انتهاء البعثات الاستخباراتية على الأرض في البلاد.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قاعدة الطائرات بلا طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي تقع في وسط صحراء المملكة العربية السعودية، شهدت تعديلات كبرى على مدى السنوات القليلة الماضية.
وتعد هذه القاعدة واحدة من العناصر القليلة التي ما تزال سليمة في حملة إدارة باراك أوباما لمكافحة الإرهاب في اليمن. فقد جرى سحب القوات العسكرية الأمريكية وعملاء وكالة الاستخبارات وسط تصاعد العنف الطائفي خلال الأسابيع الأخيرة.
وعانت الوحدات اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة لملاحقة تنظيم القاعدة بسبب انهيار الحكومة؛ ودُمرت أسلحة أمريكية تقدر بملايين الدولارات في غضون أيام بسبب الهجمات السعودية التي تهدف لجعل تلك الأسلحة غير مجدية بالنسبة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون الآن على العاصمة صنعاء.
ورأت الصحيفة أن الفوضى الراهنة في اليمن تمنح تنظيم القاعدة هناك فرصة كبرى لتصعيد المؤامرات الإرهابية ضد الغرب وتأكيد نفسه كالمدافع عن المسلمين السُنّة المهددين من تقدم ميليشيات الحوثيين التي يهيمن عليها الشيعة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، لم يصدر أي تحرك عن القاعدة قبل الغارة التي شنتها على السجن بشرق اليمن يوم الخميس الماضي. فبجانب الاعتراف بمسؤوليته عن سلسلة من الهجمات الصغيرة ضد الحوثيين، تجنب التنظيم الدخول في المزيد من المواجهات المباشرة أو التحول لهدف للطائرات بلا طيار الأمريكية التي تحلق في سماء اليمن.
وذكر خبراء مكافحة الإرهاب أن القاعدة في جزيرة العرب قد تشعر بالضغط لتعزيز مكانتها في اليمن قبل فرض نفسها عسكريا، لكن من غير المرجح أن تتخلى عن التزامها بالتآمر ضد المصالح الأمريكية.
وقال دانيال بنيامين، أستاذ في جامعة دارتموث الأمريكية والذي شغل سابقاً منصب مسؤول كبير في مجال مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، أعتقد أن السؤال الذي يفرض نفسه حالياً هو إلى أي مدى سيعمل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على إعادة توجيه نفسها نحو محاربة الحوثيين، مضيفاً أن التنظيم قد يشعر بأنه مجبر على مزاحمة داعش في اليمن قبل أن يصبح واقعا فعلياً هناك.



