أخبار وتقارير

مجلة أمريكية: تخلي أوباما عن الديمقراطية بالعراق أنتج داعش

ذكرت مجلة بوليتيكو الإلكترونية الأمريكية في عددها الأخير، أن المسؤولين الأمريكيين يلجئون عند محاولتهم تفسير أسباب الاضطرابات الجارية حالياً في الشرق الأوسط، من العراق إلى سوريا واليمن، لاستخدام تفاهات من مثل الصراعات بين المسلمين السنة والشيعة، والتي تعود وفق تعبيرهم "لعداوات عمرها قرون". 

وبحسب المجلة، فإن ذلك الادعاء صحيح من الناحية التاريخية، لكنه يتجاهل أيضاً النتائج غير المقصودة التي ترتبت عن حرب العراق، والتي بدت آثارها واضحة للجميع خلال الآونة الأخيرة، فالوضع الذي تركته الولايات المتحدة وراءها عند انسحابها من العراق عام 2011، نقل توازن القوة في المنطقة لصالح إيران، وسبب التنافس للسيطرة على المنطقة، تفاقم خطوط الانقسام الموجودة، عن طريق دعم عناصر طائفية متشددة، كداعش، وتحول المظالم المحلية والشكوى من الحكومات السيئة إلى حروب بالوكالة.

سياسات فاشلة
بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، كان من الممكن أن يواجه العراق عدة أوضاع مستقبلية، ولا بد من تذكر تراجع حدة العنف خلال حملة التطهير التي نفذها الجيش الأمريكي عام 2007، وكيف شعر العراق والغرب معاً خلال العامين اللاحقين بأن البلاد ماضية في طريقها نحو الاتجاه الصحيح، ولكن بذور التفكك العراقي زرعت عام 2010، عندما لم تتمسك الولايات المتحدة بنتائج الانتخابات، وفشلت في التوسط لتشكيل حكومة عراقية جديدة. 

وفي تلك الفترة، قال القائد العام للقوات الأمريكية في العراق آنذاك الجنرال ريموند أوديرنو: "أخشى أننا دعمنا الاستقرار في العراق، ومن ثم سلمناه للإيرانيين في سعينا السريع للخروج منه".

وكان الجنرال أوديرنو شاهد لتوه فيلماً حول الحرب في أفغانستان تم إنتاجه عام 2007، ويحكي عن توقف الاهتمام الأمريكي بأفغانستان حال دحر المجاهدين للجيش السوفييتي عام 1989 وإخراجه من البلاد، وكان أوديرنو يخشى أن يحدث الشيء نفسه في العراق، وقال: "بذلت جهداً كبيراً هنا من أجل إرساء الاستقرار، وأخشى أن ينهار كل شيء بعد خروجنا".

انتخابات سلسة
وأجريت الانتخابات في 2010، بسلاسة ويسر على غير ما أمله كثيرون، وبعد شهر من حملة انتخابية قوية وتغطية صحفية واسعة لمختلف المرشحين والأحزاب، شارك 62٪ من العراقيين في تلك الانتخابات. 

وأوفد الاتحاد الأوروبي مئات من المراقبين الدوليين الذين تابعوا نتائج الانتخابات إلى جانب آلاف من المراقبين العراقيين المدربين، في حين وفرت الأمم المتحدة للعراقيين المشورة حول التقنيات المتعلقة بالانتخابات، وساعد كل ذلك على تحقيق مصداقية العملية، ورغم محاولة متمردين نشر جو من الخوف عبر زرع متفجرات داخل عبوات مياه وتفجير منزل، إلا أن قوات الأمن العراقية كانت لهم بالمرصاد.

وكما كان متوقعاً فازت قائمة "العراقية"، وهو تحالف تزعمه الشيعي العلماني إياد علاوي مع زعماء الطائفة السنية، وفازت القائمة بـ 91 صوتاً، أي بأكثر من صوتين مما نالته قائمة ائتلاف دولة القانون التي تزعمها رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي.

رفض النتائج
وعلى الرغم من شهادة المراقبين الذين أرسلهم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعراقيين أنفسهم بأن الانتخابات جرت في جو ديمقراطي وشفاف، إلا أن المالكي أصر على أن النتائج مزيفة، ودعا لجولة إعادة، ورفض التخلي عن السلطة. 

وفي ذلك الوقت بدأ العراقيون يخشون من هيمنته على القرار السياسي واتباعه سياسات استبدادية، فضلاً عن انتشار الفساد والمحسوبية التي وسمت عهده، الذي بدأ منذ عام 2006 دون أن تعمل الولايات المتحدة، والتي كانت تنشر أعداداً كبيرة من جنودها في العراق، لردعه أو للدعوة لمحاسبته. 

ومع فشل السفارة الأمريكية في بغداد في مساعدة العراقيين على تشكيل حكومة جديدة، كان الإيرانيون يعملون للضغط على المجلس الأعلى، حزب سياسي بزعامة عمار الحكيم، من أجل الموافقة على إعادة تسلم المالكي رئاسة الوزارة. 
كما ضغط الإيرانيون على حزب شيعي آخر يتزعمه مقتضى الصدر، عبر وسطاء من حزب الله اللبناني، من أجل دعم المالكي الذي تعهد بعدم بقاء القوات الأمريكية في العراق بعد عام 2011. 

وفي نهاية المطاف، وبعد أخذ ورد واجتماعات مستفيضة مع المالكي وعلاوي، اتصل نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدين، بالمالكي قائلاً له أن" الولايات المتحدة لا تمانع في قيادته لحكومة عراقية جديدة".
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى