ينتظر أن يبلغ الاستهلاك العالمي من الأسمدة مستوى قياسيا هذا العام، مع دفع أسعار السلع الزراعية المرتفعة باتجاه زيادة الاستثمار في الزراعة.
ووفقا للاتحاد العالمي لصناعة الأسمدة، الاستهلاك العالمي من الأسمدة سيرتفع إلى 178.3 مليون طن في السنة الزراعية 2011/2012، بزيادة 3 % عن السنة السابقة. مع ذلك تباطأ معدل نمو الطلب عن مستواه البالغ 6.2 % في 2011/2012، وحذر الاتحاد من أن التوقعات للسنة المقبلة 'محفوفة بمخاطر كبيرة' نتيجة للوضع الاقتصادي الذي يشهد تدهورا سريعا في البلدان المتقدمة.
وعلى الرغم من حالات هبوط حدثت أخيرا في أسعار بعض السلع الزراعية، مثل السكر والقمح، تظل الأسعار مرتفعة بالمعايير التاريخية. مثلا، تراجعت أسعار القمح 30 % عن ذروتها قبل عام، لكنها تبقى أعلى بنسبة 80 % عن متوسط الأسعار في السنوات الخمس المنتهية عام 2006.
واستنادا إلى تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية، بلغ العائد الزراعي في الولايات المتحدة مائة مليار دولار عام 2011، وهي المرة الأولى التي يصل فيها إلى مثل هذا المستوى، بينما بلغ صافي القيمة الذي أضافته الزراعة إلى الاقتصاد الأمريكي إلى أعلى مستوياته، على الأقل، منذ عام 1974.
وقال الاتحاد العالمي لصناعة الأسمدة الخميس: 'تجاوبا مع أسعار السلع الزراعية المغرية، من المتوقع أن يشهد الطلب على الأسمدة زيادة بوتيرة ثابتة'.
وأدى ارتفاع الطلب على السلع الزراعية، خصوصا من البلدان الناشئة، إلى زيادة الضغط على الأراضي الزراعية وزادت بالتالي الحاجة إلى الأسمدة. لكن على الرغم من الآفاق الإيجابية على المدى البعيد، تسببت أزمة منطقة اليورو في هبوط أسعار معظم أنواع الأسمدة في الأشهر الأخيرة. وتراجع سعر اليوريا، وهي سماد نيتروجيني، بنسبة بلغت 26 % خلال الربع الرابع، بينما انخفض سعر فوسفات الديامونيوم 21 %، وفقا لروبابانك. وعكست أسعار البوتاش، المستخرج من البوتاسيوم، الاتجاه وارتفعت 4 %.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قدمت موزايك، أحد أكبر منتجي الأسمدة في العالم، صورة مستقبلية حذرة في المدى القريب، لكنها أعربت عن ثقتها بأن أسواق السلع الزراعية القوية ستشعل فتيل الطلب من جديد في وقت لاحق من عام 2012.
وقال جيم بروكوبانكو، الرئيس التنفيذي لموزايك، إن الشركة لاحظت في الأسابيع الأخيرة 'سلوكا حذرا للغاية من جانب المشترين' في أسواق الفوسفات، بينما تتوقع بالنسبة للبوتاش أن يتم إرجاء 'مبيعات ذات أحجام كبيرة' إلى ما بعد شباط (فبراير). ومع ذلك أضاف: 'العوامل الأساسية في مجال الزراعة قوية ونتوقع أن يسجل الطلب على الفوسفات في 2012 مستوى قياسيا آخر'.
وخلال الأسبوعين الأخيرين أعلنت موزايك ومنتجة الفوسفات الروسية، فوساجرو، تخفيضات في الإنتاج بسبب الأسعار المتراجعة.
وعزا مكسيم فولكوف، الرئيس التنفيذي لفوساجرو، تراجع الأسعار إلى عمليات مضاربة، مشيرا إلى أنه لا يعكس العرض والطلب.
وقال: 'نتوقع أن تدعم اقتصاديات الزرّاع والعوامل الأساسية للزراعة أسعارا أعلى وطلبا أعلى على الأسمدة قبل موسم الزراعة في الربيع'.
