هل تورطت الدولة التركية في انفجارين وقعا صباح اليوم قرب محطة القطارات الرئيسية في انقرة وقتل علي إثرهما 30 شخصا
واصيب اكثر من 126 شخصا في الحادث حسب بيان وزارة الداخلية التركية ؟ هذا التساؤل تبادر الي الذهن فور وقوع الجريمة لاسيما ان المعارضة التركية كانت تنوي تنظيم مسيرة اعتراضا علي المواجهات بين الحكومة التركية وبين مسلحي حزب العمال الكردستاني وربط البعض بين الانفجارين اليوم وانفجار وقع قبل شهور ضد مسيرة في مدينة ديار بكر التي تقطنها اغلبية من الاكراد قبيل الانتخابات العامة هناك والتي انتهت الي تراجع حزب العدالة والتنمية بزعامة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتحقيق حزب الشعوب الديمقراطي وهو اكبر الاحزاب الكردية هناك مفاجأة من العيار الثقيل الامر الذي دفع اردوغان الي الدعوة لانتخابات مبكرة من المقرر اجراؤها في الاول من نوفمبر المقبل ..فهل كانت مصادفة ان يتم استهداف مسيرة للمعارضة بقيادة حزب الشعوب الديمقراطي مرة اخري اليوم وهل تورط اردوغان في هذه التفجيرات بغية الحصول علي مايريد في الانتخابات المقبلة لتمرير مشروعه لتحويل تركيا الي دولة رئاسية ام هناك اجهزة مخابرات اجنبية بدأت تتلاعب في الداخل التركي بهدف اراقة المزيد من الدماء هناك .
المعارضة التركية تقول ان اردوغان يريد تمرير مشروعه علي جثة تركيا ودستورها حتي انه اختلف مع اقرب الحلفاء لمجرد ان يبقي مسيطرا علي السلطة لذا يحاول الحصول علي اغلبية تزيد عن 67%حتي يتسني له تعديل الدستور ومن ثم تحويل تركيا من دولة برلمانية الي دولة رئاسية علي مقاس السلطان حسب وصف المعارضة التي تري ايضا ان الرئيس التركي افتعل توترات مع الاكراد بهدف حشد الاتراك خلفه واستهدفهم حتي دفع حزب العمال الكردستاني الي التخلي عن الهدنة التي كانت قد ابرمتها السلطات التركية مع زعيم الحزب عبدالله اوجلان المعتقل منذ سنوات بمساعدة المخابرات الامريكية والموساد الاسرائيلي في صفقة كانت معلنة للجميع حين تم القبض عليه
في المقابل يري انصار حزب العدالة والتنمية ان اروغان لايمكن ان يكون متورط في هذه التفجيرات وان هناك ايادي خفية تعبث بالامن التركي وبين الطرفين يبقي الواقع التركي غامضا ومؤلما والمستقبل ربما يحمل اخطارا كبيرة ليس علي النظام الحاكم هناك فحسب وانما علي وحدة الاراضي التركية فالهوة تزداد اتساعا بين اردوغان ونظامه وبين حزب العمال الكردستاني المساند لبقية الاكراد في العراق وسوريا فالمسرح الاقليمي اصبح جاهزا ربما لدولة كردية بدأت بالحكم الذاتي في العراق عبر اقليم كردستان وسوف تتوسع خلال الشهور المقبلة لتشمل اكراد سوريا ولا يتبقي سوي الجزء الكردي في تركيا و إيران حتي تكتمل احلام اقامة وطن قومي للاكراد .
ويري محللون ان تحركات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وحزبه والعناد المسيطر هناك سوف يعزز من فرص الانقسام وانفصال اكراد تركيا ففي الوقت الذي يسعي اردوغان الي السلطة علي حساب الانتخابات والديمقراطية ومستعد في سبيل ذلك الي خسارة الحلفاء في الداخل واعلان الحرب علي الاكراد سوف تجد ان هناك من ينفخ في هذه النار ويستغبل هذه التوترات والاخطاء لتأجيج الصراع .
كان قد وقعا انفجاران قرب محطة القطارات الرئيسية في أنقرة قتل فيهما 30 شخصا بحسب ما أعلنته السلطات التركية.
وأفاد بيان صاد عن وزارة الداخلية بأن 126 آخرين أصيب في الحادث.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام تركية عددا من الجثث في الشارع قرب موقع الانفجارين الذين وقعا بفارق عدة دقائق فقط.
وهرعت فرق الإسعاف إلى المكان.
وتشير بعض الدلائل إلى أن الانفجارين استهدفا مسيرة كان المشاركون فيها قد بدأوا التجمع للاعتراض على المواجهات بين الحكومة التركية ومسلحي حزب العمال الكردستاني والتى تتواصل للشهر الثاني على التوالي.
وشهدت تركيا تصاعدا في أعمال العنف منذ يوليو مع تجدد هذه المواجهات المسلحة.
ودعت عدة جهات منها حزب الشعوب الديمقراطي وهو أكبر الأحزاب الكردية في تركيا للمشاركة في المسيرة والتى كان مقررا لها أن تنطلق ظهيرة السبت تحت عنوان "من أجل السلام والديمقراطية".
وكانت مسيرة دعا لها الحزب نفسه في مدينة ديار بكر التى تقطنها أغلبية من الأكراد قبيل الانتخابات العامة الأخيرة قد استهدفت بتفجير مشابه.
