انتقد الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك حديث رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم الأسبوع الماضي، حول الوضع في سوريا، عندما زعم أن هناك 70 ألف مقاتل معتدل، واصفا حديث كاميرون بـ "الكذب" على طريقة سلفه توني بلير.
وأوضح فيسك في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت"، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "من سمع بمعتدل يحمل بندقية كلاشينكوف"، قائلاً: "إن حديث رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم، الأسبوع الماضي، عن 70 ألف "مقاتل معتدل" منتشرين في سوريا لم يكن مجرد كذب على طريقة سلفه توني بلير، الذي أقنع نفسه بتصديق أكاذيبه، لكن ما يفعله كاميرون الآن هو شيء يقترب من كونه مسرحية هزلية وسخرية غريبة مثيرة للضحك"، وأضاف "ليس هناك من قائد أوروبي آمن من قبل بأوهام عسكرية كما فعل كاميرون الأسبوع الماضي".
وتابع الكاتب البريطاني "أن رئيس حكومتنا يتوقع منا الاعتقاد بهذا السخف لتبرير شن غارتين أو ثلاث ضد "داعش" في سوريا، وتصديق زعمه بأن هذا لن يجعلنا أكثر استهدافا رغم أننا في الواقع مستهدفون بالفعل لأننا نقصف "داعش" في العراق".
ولفت فيسك إلى أن "تنظيم "داعش" يستطيع أن يرتكب مجزرة ويقتل مواطنينا، ولكنه بالطبع لا يوشك على احتلال باريس أو لندن كما فعلنا نحن والأميركيون في بغداد والموصل عام 2003. وما يسعى إليه بالفعل هو أن يقودنا إلى تدمير أنفسنا، وأن نكره أقلياتنا المسلمة في بلجيكا و بريطانيا و فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، ويقودنا إلى حرب أهلية، ولابد أن "داعش" قد غضب من ألوف الأوروبيين الذين رحبوا باللاجئين المسلمين ممن وصلوا ألمانيا، فقد كان على هؤلاء الهجرة إلى "الخلافة الجديدة" وليس الفرار من وجهها".
وأوضح أن التنظيم الإرهابي يعمل على ربط مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين الأبرياء بعملياته الوحشية، التي يقوم بها باسم الإسلام وإجبار الحكومات الأوروبية على فرض حالة الطوارئ وتقييد الحريات المدنية ومداهمة منازل المسلمين، فهو يرغب بتدمير الاتحاد الأوروبي ونحن نحقق له ما يريد.
وأكد الكاتب أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدرك هذه الحقائق تماما، وهو يعلم أن تركيا تساعد تنظيم "داعش"، ولهذا فإن طائراته تدمر قوافل النفط المسروق من سوريا إلى تركيا… ويؤكد بوتين أنه لو كانت طائرة أميركية قد خرقت الأجواء التركية لم يكن سلاح الطيران التركي ليقصفها".
وشدد فيسك على أنه إذا كانت تركيا صادقة في محاربتها تنظيم "داعش"، ما أقدمت على ضرب واستهداف أعدائه، وما سجنت صحفيين مشهورين قاما بفضح تورط الاستخبارات التركية في نقل أسلحة إلى الإرهابيين في سوريا.