قال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والتنظيمات المسلحة حازم خير الله، إن اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا إلى استثناء تنظيم "داعش" الإرهابي و"جبهة النصرة"، يعزز فرص الرئيس السوري بشار الأسد في قبول وقف إطلاق النار، خاصة مع المخاوف من استغلال التنظيمات الإرهابية لهذه الهدنة.
وأضاف خير الله، "الآن يمكن للرئيس بشار الأسد أن يقبل وقف إطلاق النار وهو مطمئن، لأن استثناء التنظيمات الإرهابية من اتفاقية وقف إطلاق النار، يعطل كافة الفرص التي تسعى إليها هذه التنظيمات لتحسين أوضاعها المادية وقدراتها التسليحية".
ووصف الاتفاق، الذي توصلت إليه كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما الرئيسين المشاركين للمجموعة الدولية لدعم سوريا ومجموعة عمل وقف إطلاق النار، بأنه اتفاق تاريخي، لأنه للمرة الأولى منذ بدء التحركات المناهضة للدولة السورية، توضع مصلحة الشعب السوري نصب أعين الجميع.
وأوضح أنه على الرئيس بشار الأسد السعي خلال فترة وقف إطلاق النار إلى تعزيز قدرات الجيش العربي السوري، من خلال إعادة بناء بعض قطاعاته، وتعزيزه بالأسلحة والمهمات، بجانب الحفاظ على تحديث كافة الوحدات، خاصة تلك التي ستضطر إلى الالتحام المباشر مع التنظيمات الإرهابية طوال فترة وقف إطلاق النار.
ولفت خير الله إلى أن هناك خيارين الآن أمام الدول الداعمة للدولة السورية، وفي مقدمتها روسيا، والدول التي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية بدعوى محاربة الإرهاب، وهذه الخيارات تتمثل في الوقف الكامل لأعمال القتال، وهو أمر سيرفضه السوريون لأنه يعني منح فرصة التقاط الأنفاس للإرهابيين.
وأكد أن الخيار الثاني هو الدخول في قتال مباشر معهم، وهو ما سيجعل الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية للمرة الأولى في خندق واحد مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وهو أمر مستبعد في الوقت الراهن، خاصة مع تشكيل جبهات رفض كاملة للتعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، واعتبار وجوده مرفوضا.
وشدد على ضرورة عدم إعطاء أمريكا الفرصة لاستغلال فترة وقف إطلاق النار للمفاوضة — سياسيا- على إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، مؤكدا أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق هذا الهدف، وهو ما يجب تفويت الفرصة عليها فيه.
