عاجل

إنشاء المجمع العلمي فى 22 أغسطس 1798 بناء على قرار من رئيس الحملة نابليون بونابرت، الذي كان مولعاً بالتاريخ والحضارة

إنشاء المجمع العلمي فى 22 أغسطس 1798 بناء على قرار من رئيس الحملة نابليون بونابرت، الذي كان مولعاً بالتاريخ والحضارة
الاثنين ٢٢ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٠:٠٠ ص
2194

كتب: محمد مجدى 
إنشاء المجمع العلمي فى 22  أغسطس 1798 بناء على قرار من رئيس الحملة نابليون بونابرت، الذي كان مولعاً بالتاريخ والحضارة المصرية إلى حد كبير إنشاء المجمع ليكون صرحاً يضم العلوم وكتب ومخطوطات الحضارة المصرية، بداية من الفراعنة وحجر الرشيد.. ومروراً بالحضارة الإسلامية وفتح مصر فوصولاً إلى عصر العثمانيين الذي اصطدمت به الحملة.


ما بين القاهرة والإسكندرية كانت النشأة، حيث دشن المجمع العلمي في البلدية في دار أحد بكوات المماليك في القاهرة، ثم انتقل إلى الإسكندرية عام 1859 بعد 58 عاماً من رحيل الحملة الفرنسية عن مصر، وكان يُعرف وقتها باسم المجمع العلمي المصري، ومن ثم عاد ليستقر في القاهرة عام 1880. وتغيرت ملامح الشعب المعرفية التي توجد فيه..
 

 
حيث بدأ بأربع شُعب فقط هي: الرياضيات، الفيزياء، الاقتصاد السياسي،الأدب والفنون الجميلة. وفي عام 1918 أجريت بعض التعديلات لتصل إلى 10 شعب، حيث شمل: الآداب والفنون الجميلة وعلم الآثار والعلوم الفلسفية والسياسة والرياضيات والفيزياء والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي.


وكان بناء المجمع العلمي يهدف إلى دراسة ثروات الدولة المصرية وكيفية استغلالها من قبل الحملة الفرنسية، مع هذا قدم المجمع دراسات واستشارات حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ودراسة للعوامل الطبيعية، ونتج عنها كتاب «وصف مصر»، الذي يعتبر أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية، عمل فيها كتيبة من الدارسين والأكاديميين الذين رافقوا الحملة، لينتجوا في النهاية أكبر مخطوطة يدوية. وللمجمع طموح كبير، حسب مسؤوليه، حيث يهدف إلى التقدم العلمي في مصر ونشر العلم والمعرفة بصورة عامة، فضلاً عن بحث ونشر وتوثيق الأحداث التاريخية.


وخلال القرنين الماضيين، شهد المجمع تغيرات عديدة، وكان أول من ترأسه نابليون بونابرت نفسه، ذلك خلال فترة وجوده في مصر، ليصبح المجمع أبرز حماة الثقافة والتراث المعرفي المصري والعربي، بل والعالمي، حيث يضم بين جدرانه قرابة 200 ألف كتاب، أغلبها مخطوطات نادرة، ومن أبرزها أطلس عن فنون الهند القديمة، وأطلس مصر الدنيا والعليا المكتوب في 1752..

كذلك أطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا، يعود إلى العام 1842 وأطلس ليسوس الفريد من نوعه على مستوى العالم، وكان ملكاً لولي عهد مصر الأسبق الأمير محمد علي. إضافة إلى كتب في جميع العلوم، مثل: الفيزياء والكيمياء والأدب والاقتصاد السياسي وعلوم الآثار والعلوم الفلسفية والرياضيات والزراعة والتاريخ الطبيعي، وهي فروع احتاجت لها مصر على مر التاريخ، ولا تزال تعمل في سياقها.


كانت نهاية الحملة الفرنسية على مصر نقطة هبوط  بالنسبة إلى المجمع، فبعد مغادرة الفرنسيين مصر في 1801 توقف نشاطه لانتهاء دوره المباشر الذي أنشأه الفرنسيون، ولم يبق منه سوى جانب من مقر المعهد القديم، وكان في منزل إبراهيم كتخدا -الملقب بـ«السناري»- نسبة إلى مدينة سنار التي تعود أصوله إليها.

كما واجه المنزل المتبقي أزمة بقاء، وذلك لانخفاض مستواه عن منسوب المياه الجوفية الذي هدد بقاء المجمع وظل مهملاً بصورة كبيرة، لا سيما بعد أن جرى تدشين جمعيتين لتقوما بالهدف نفسه، الأولى من قبل قنصل بريطانيا في مصر الدكتور والن، الذي أنشأ بدوره الجمعية المصرية العلمية لتمارس دور المجمع العلمي، فيما أنشأ الإنجليزي الدكتور هنري إليوم والعالم الفرنسي بريس دافين الجمعية الأدبية المصرية في عام 1842 لتؤدي دور المجمع هي الأخرى.

واستمرت الأوضاع على هذه الأحوال حتى 1856، عندما أولى والي مصر آنذاك محمد سعيد باشا اهتماماً خاصاً بالمجمع، أسفر عن قرار بإعادة تأسيسه مرة أخرى بالإسكندرية، ودمج كل من الجمعية الأدبية المصرية والجمعية المصرية العلمية.

ولم يستمر المجمع في الإسكندرية طويلاً حتى أعيد إلى العاصمة المصرية القاهرة في عام 1880، ومن ثم بدأت أنشطته تشهد استقراراً كبيراً، وتحول المجمع إلى منارة لعديد من العلماء المصريين والأجانب، فكانت تعقد فيه جلسات شهرية من شهر نوفمبر إلى شهر مايو، وأسهم هؤلاء العلماء في تطوير أقسام المجمع، وكان يضم في أقسامه 150 عضواً، منهم 50 عضواً عاملاً و50 مراسلاً، بعضهم من مصر و50 منتسباً من الخارج.


تبقى كارثة الحريق أصعب ما مر بالمجمع على امتداد تاريخه، فمع ثورة 25 يناير شبت فيه النيران في 17 ديسمبر 2011، خلال ما عرف بأحداث «مجلس الوزراء»، والتهمت النيران كثيراً من التراث الثقافي والمعرفي المصري، ولم ينج سوى 25 ألفاً من الكتب والوثائق من نحو 200 ألف وثيقة ومخطوطة أصلية مثلت ذاكرة الأمة منذ عام 1798..

فضلاً عن دمار واحتراق النسخة الأصلية لكتاب «وصف مصر» والدراسات العلمية النادرة الأجنبية والمصرية، وكذا احتراق الخرائط الأصلية التي استندت إليها مصر في التحكيم الدولي، بشأن حسم الخلافات الحدودية لحلايب وشلاتين في الجنوب وطابا في الشرق.

وعلى الرغم من الدمار الذي خلفته النيران على المجمع، إلا أن محتوى المجمع العـــلمي النادر جرى إدخاله على قاعدة البيانات للمركز، في محاولة لإنقاذ بعض من الحق المصري في المعرفة العالمية. وأعيد افتتاح المجمع مرة أخرى بعد الترميم في 22 أكتوبر 2012، في محاولة لاستعادة دور المجمع، الذي يحتاج إلى مزيد من الجهد والعمل لإثراء المشهد الأدبي والعلمي والمعرفي بصورة عامة.
 
الأكثر قراءة
Latest-News-img
الإحصاء: 6 ملايين دولار صادرات مصر لمملكة البحرين خلال عام 2023
Latest-News-img
البنك الأهلي الكويتي مصر يقدم حساب التوفير الدولاري اليومي بعائد 5%
Latest-News-img
السيارات الكهربائية.. سوق واعدة وتتطور سريع
Latest-News-img
طيران الإمارات تعلق إجراءات السفر حتى منتصف الليل بسبب الأحوال الجوية
Latest-News-img
البورصة تخسر 88 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس
Latest-News-img
برشلونة يتواصل مع مستثمرين إماراتيين لدعمه مالياً
جديد الأخبار