كتب: محمد مجدى
مارتن لوثر كينج أحد أهم الشخصيات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، الذي كان له باع كبير في تمكين السود ومكافحة العنصرية وتحقيق المساواة بين أبناء الشعب الأمريكي الواحد.
وفي هذه الذكرى نحاول أن نلقي الضوء على الحلم الذي كرس له مارتن لوثر حياته.
النشأة
ولد مارتن لوثر في 15 يناير عام 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، وسمي والده بهذا الاسم، نسبة إلى مؤسس المذهب البروتستانتي المسيحي الألماني لوثر كينج.
.jpg)
وعلى الرغم من محاولة والدي مارتن تنشئة ابنهما في بيئة آمنة ومحبة، فإنهما لم يستطيعا أن يحمياه من العنصرية تماما. وكان والد مارتن يكافح التحيز العنصري، ليس لأن العرق الذي ينتمي إليه يعاني، ولكن لأنه يعتبر العنصرية والتفرقة إهانة لإرادة الله.
.jpg)
وكان مارتن تلميذا متفوقا في الدراسة، حيث كان يتعلم في مدارس عامة. وحتى بعد دخوله الجامعة عام 1948، واصل مارتن تفوقه على دفعته وحصل على درجة علمية في مجال علم الاجتماع، وكان طالبا نشيطا حيث انتخب رئيسا لاتحاد الطلبة. كما حصل على زمالة للدراسات العليا. وتمرد مارتن على نفوذ والده المحافظ عن طريق شرب البيرة ولعب البلياردو، كما أنه تعرف على امرأة بيضاء.
وواصل مشواره العلمي من خلال حصوله على الدراسات العليا، ثم انتقل بعد ذلك إلى دراسة الدكتوراه. وفي أثناء الدراسة، التقى مارتن المغنية كوريتا سكوت، وتزوج بها في يونيو عام 1953 وأنجب منها 4 أطفال.
وفي عام 1954، بينما كان يعمل على أطروحته، أصبح راعيا لكنيسة "دكستر أفنيو" المعمدانية بولاية ألاباما مثل أبيه وجده. وحصل على الدكتوراه وكان يبلغ من العمر 25 عاما فقط.
إنجازات تاريخية
في أحد أيام شهر ديسمبر 1955، رفضت فتاة سوداء أن تخلي مكانها في حافلة لراكب أبيض، حسبما كان متبعا، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها. وإثر هذا الحادث، نادى كينج بمقاطعة شركة الحافلات وامتد ذلك عاما كاملا ما أثر كثيرا في إيرادات الشركة، وأدى في النهاية إلى كسر قانون العزل العنصري في ألاباما.
أما عن إنجازه الثاني، فكان في عام 1957، عندما ردد كينج صرخته الشهيرة "أعطونا حق الانتخاب" في خطابه خلال مسيرة "الصلاة من أجل الحرية" أمام نصب لينكولن التذكاري، وهاجم السياسيين من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي ونجحت مساعيه في تسجيل 5 ملايين أمريكي من أصول إفريقية في سجلات الناخبين بالجنوب.
وفي 28 أغسطس 1963 ألقى مارتن لوثر خطابه الأشهر "لدي حلم"، وقال فيه: "لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية، بأن كل الناس خلقوا سواسية ... لدي حلم بأن أطفالي الأربعة سيعيشون في دولة يتعرضون فيها للحكم على لون بشرتهم بل على مضمون شخصياتهم".
اختير مارتن لوثر كأول أمريكي من أصل إفريقي، يكون شخصية العام في استفتاء مجلة "تايم" عام 1963، وكان أصغر حائز على جائزة نوبل للسلام بعمر 35 عاما.
