Message flagged Monday November 26 2012 2:31 PM محلل إسرائيلي : “مرسي” قاد صراعاً ضد الجيش والسلطة القضائية ·
ترجمة إسلام عبدالكريم
علق المحلل الإسرائيلي "يارون فريدمان" على الإعلان الدستوري الجديد الذي أعن عنه الرئيس "محمد مرسي" مساء الخميس الماضي بإنه "ثورية ثانية" ، وأوضح خلال مقال له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن قرارات "مرسي" أثارت ضد موجه كبيرة من الإحتجاجات ، فقد وصفه معارضوه بأنه منح نفسه "سلطات إلهية" وتارة أخري يصفونها بـ"سلطات فرعونية" ، ويتهمونه بأنه مهتم بثورة "الإخوان المسامين" على حساب ثورة الربيع العربي ، وبذلك منعه إي تدخل فى قراراته من جانب القضاء حتى لا تلغى قراراته
ورأي "فريدمان" أن قرارات "مرسي" تثير عدة مخاطر دخلية وخارجية على حد سواء ، فالداخلية تتجلي فى تجدد الإضطرابات الداخلية مرة أخري فى ميدان التحرير بعد فترة من الإستقرار ، والتى أودت أمس بحياة شاب يبلغ الخامسة عشر من عمره ، أما بالنسبة للشأن الخارجي فمن شأن هذا الإعلان الدستوري أن يتسبب فى موجة من الإنتقادات من الدول المؤيدة لمصر وعلى رأسها الولايات المتحدة ، وتسائل عن سبب إقدام "مرسي" على تلك الخطوة فى الوقت الذي تحتاج فيه مصر للمساعدات الأمريكية .
وقال أن معارضى الرئيس المصري هم رجال الجيش والقضاة والمحامون وأعضاء الحركات العلمانية والليبرالية والأقباط ، والذين يتهموه بمحاولة السيطرة على الحكم فى مصر لصالح جماعة الإخوان المسلمين ، وهناك من يتهمه بأنه يستمر بما يسمي بـ" الثورة الإخوانية" على حساب "ثورة الشعبية" الديموقارطية للربيع العربي ،وأن جماعة الإخوان تجعل 83 مليون مصري يخدمون أهدافها .
ورصد الكاتب الإسرائيلي موجه الإنتقادات التى شنها المتظاهرون ضد قرارات "مرسي" ، وكان جانب منها على صفحات الإنترنت ، خاصة على مواقع التواصل الإجتماعى ، حيث طالبهم الكثيرين بأن يتركوا مناصبهم وينضموا لإخوانهم فى غزة ، وأخرين قالوا "الإخوان حاولوا إغتيال عبدالناصر ونحجوا فى قتل مبارك والآن يحكومنا" ، ولقبه غالبية معارضيه بإسم "الفرعون الجديد" . فى نفس الوقت نجد تيارا مؤيدا لقرارات "مرسي" ،وهم فى الأساس من الإخوان المسلمين، ويزعمون أن تلك القرارات هى إستمرارا للثورة ،والتى تخدم صياغة دستور جديد للبلاد .
وحلل المحلل الإسرائيلي الوضع قائلا أن مرسي كان عليه أن يشل عناصر المعارضة فى الوسط القضائي ،والذين يعتبرهم من "الفلول"، لتمرير ذلك الدستور ، حيث يري مؤيدي القرار بأن هذا يسمح بتدمير بقايا النظام القديم لصياغة الدستور الجديد ، كذلوا تعتقد مؤيدوه بأن إقالة النائب العام "عبدالمجيد محمود" أحد رموز النظام السابق الذي يجب إزاحتها .
وإعتبر أن قرار "مرسي" يعزز من المعسكر الإسلامي ويسمح للجمعية التأسيسية ،ذات الغالبية الإسلامية، مواصلة عملها دون عائق ، حيث من المتوقع أن تكتب دستورا إسلاميا مبني على الشريعة ، ولكن ليس كمصدر وحيد ، فأعضاء التأسيسية يعلمون جيدا أن عليهم الحصول على تأييد كبيرة للدستور خلال التصويت عليه . وأضاف أن قرار الرئيس بتحصين "مجلس الشورى" يكمل مسيرة طويلة بدءها الرئيس منذ إنتخابة ، ومنذ أن قام المجلس العسكري بحل مجلس الشعب لعدم شرعية ، أدير "مرسي" صراعه على مرحلتين ، الأولى كانت ضد الجيش ، والثانية ضد النظام القضائي المصري .
وكانت المرحلة الأولى فى الصراع ضد الهيئة القائية خلال يوليو الماضي عندما أصدر قرارا بعودة مجلس الشعب المنحل .
وفى شهر أغسطس أنهي صراعه الأول مع الجيش عندما أعلن بشكل مفاجئ عن إقالة وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامي عنان وقام بتعيين مؤيده – بحد وصف الكاتب الإسرائيلي – الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمنصب وزير الدفاع . والمرحلة الثانية من صراعه قام بها الأسبوع الماضي عندما اقال النائب العام وأسكت الهيئة القضائية ،وبهذا يكمل "مرسي" معركته لإنقاذ البرلمان الذي سيضمن له تأييدا كبيرا لقراراته المستقبيلية .
وعلى الرغم من أن خطوات "مرسي" تظهر كخطوات سيطرة الإسلاميين وإقامة دولة الشريعة فى مصر ، يمكن أن نفهم تلك القرارت كمصلحة لتدعيم نظامه من أجل التسهيل فى نقل الإصلاحات ، ويبدو ان هدف مرسي ليس فقط إضفاء الأجندة الإخوانية على مصر ، ولكن أيضا لإنقاذ الإقتصاد المصري الذي يقف على الهاوية ، فمن أجل تحقيق إصلاحات واسعة بمصر فإنه يحتاج لصلاحيات واسعة للغاية ، ويري "مرسي" أن النوذج الأمريكي ليس جيدا من وجهة نظره ، فهو يري فى الصين وروسيا ودول الخليج والسعودية نماذجا للنجاح الإقتصادي .
وفى نهاية مقاله ،قال "فريدمان" أن الرئيس المصري يريد أن يسير فى الطريق الوحيد الذي يراه ممكنا ليظل "ديموقراطيا" أمامم دول الغرب ، وضمان إستمرار المساعدات الإقتصادية لمصر ، لكن فى نفس الوقت فإن ذلك الطريق يلزمه بأن تبقى مصر دون إضطرابات . وأن نجاح "مرسي" مرتبط بقدرته على النجاح فى الأزمة الحالية دون أن تتسبب الإضطرابات التى تضرب الشارع فى عودة فوضي "الربيع العربي" لبلاده مرة أخري