أكد المفكر والفيلسوف المصري د. مراد وهبه أن المليونيات التى تشهدها مصر فى اعقاب الثورة وآخرها مليونية “الحسم” أثبتت
كتب : احمد فتحى
أكد المفكر والفيلسوف المصري د. مراد وهبه أن المليونيات التى تشهدها مصر فى اعقاب الثورة وآخرها مليونية "الحسم" أثبتت أن مصر تعيش حالة فوضى فكرية ، منبهاً الى ضرورة أن يلتفت الفلاسفة إلى حالة الثورة التى تعيشها البلاد للمساهمة فى تشكيل نموذج جديد للفكر الثورى بدلاً من انشغالهم بقضايا "سفسطائية" لا عائد من ورائها .
كما نبه الى أن أزمتنا تكمن فى ان الثورة كانت ولا زالت بلا عقل ولهذا ينبغى ان يساهم الفلاسفة والمثقفين الثوريين فى إيجاد تيار فكري ثوري ينهي حالة التخلف التى يعيشها المجتمع المصري حالياً ، لأن الرئيس الجديد لن يستفيد أي شيء من وجود جماهير بلا عقل.
وأشار الى إنه كان لديه أمل في البداية لأن الثورة كانت إلكترونية، ولكن "غياب العقل" أدى إلى ما نحن فيه الآن ، حيث كان مطلبهم الأساسي إحداث حالة من التغيير الجذري للمجتمع ، ولكن الخلل المتمثل في غياب القيادة الموحدة لهم أدى فى النهاية لإستيلاء التيارات الاسلامية على ثورتهم .
وأعرب عن تخوفه من تولى الاخوان المسلمون زمام السلطة فى مصر قائلاً : أنا واثق من أن مصر ستنتهي تماما إذا كان الرئيس القادم من الإخوان المسلمين ، مؤكداً أن المليونية الأخيرة جاءت في ظل اتفاقات لإسقاط العسكر والفلول .
كما لفت إلى أن حالة "الخلل الفكرى" التى تعيشها الثورة الآن كانت بسبب "الإخوان" ، لأنهم عندما دخلوا للمشهد الثورى كان لديهم حشد ضخم ، ولكن قيادتهم "الاصولية" نسفت كل ذلك ، "لأن الاصولية ضد الثورة وتعود دائماً إلى الماضي وتنسف المستقبل ولذا نحن أمام خلل أساسي حدث في الثورة بعد انطلاقتها المبشرة فى البداية"
وأشار إلى خطورة الوضع الذى تعيشه مصر الآن ، والخطر الداهم الذى تتعرض له المؤسسة العسكرية فى مصر قائلاً : لو غزى أى جيش مصر في الوقت الحالي ، فسوف يدخلها بدون أى عناء يذكر لأن معنويات الجيش المصري الآن في الحضيض ، لأن الشعب يقول "فليسقط العسكر" ، منوهاً الى عدم وجود اى مؤسسة تستطيع الحفاظ على مصر وأمنها الآن سوى الجيش وهو آخر القلاع الحصينة ، ولكن ذلك لا يعنى أن نترك العسكر يتصرفون كما يحلو لهم ولكن يجب الا ندعو لسقوطهم .
وأوضح أن الإخوان كما عهدهم الجميع يطيحون بأى شئ فى سبيل الوصول لأهدافهم كما حدث فى عام 54 في عهد جمال عبد الناصر، ثم في عهد الرئيس السادات والذى بعدما تحالف معهم انقلبوا عليه وقتلوه ، وتكرر نفس السيناريو مع المخلوع الذى اعتقلهم ثم اتفق معهم في مجلس الشعب وانقلبوا عليه بعد ذلك ، مؤكدا أن الشعب المصرى لن يسمح "بأفغنة البلاد" ، ومشيرأ الى أن الإخوان يريدون السيطرة على العالم أجمع مستغلين إنتشار تنظيمهم فى أغلب دول العالم ، متبعين أفكار سيد قطب الذى قسم العالم إلى مجتمع جاهلي ومجتمع إسلامي، وأكد على ضرورة أن يصبح المجتمع "العالمي" إسلامي.
وأضاف "وهبه" أن نمط الحضارة واحد في العالم أجمع لأنها "حضارة إنسانية" ليست غربية أو شرقية ، نافياً ما يقوم الإخوان بترويجه من أن العلمانية لا تصلح للشرق وأنها ضد الحضارة الإسلامية ، مضيفاً : " لا أمل فى نجاح العلمانية فى مصر بدون تغيير العقلية المصرية أولاً ، لان المصريون يمشون وفق المعتقد "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين" ولا يسعون لإعمال العقل فى حياتهم .
وأشار الى أن الأزمة الحالية التي تمر بها مصر مرت بها أوروبا من قبل ، ولكن الفلاسفة قاموا بإصلاح حالة "الإعوجاج الفكرى" السائدة وقتها ، فكان" سارتر" يحاول مع رجل الشارع ويجلس في المقاهي حتى يقنع الناس بأهمية إعمال العقل .
وإختتم أبو الفلاسفة حديثه قائلاً : "إذا ما تخلى الإخوان عن أفكار ومعتقدات ابن تيميه "الأصولية" فهناك أمل ، أما إذا لم يحدث ذلك فالحوار معهم لا يجدي نفعاً.