أخبار وتقارير
بتصريحاته المناهضة للاقتصاد الحر والسوق المفتوحة، عبر التلويح بإعادة النظر اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية “نافتا” وكافة
بتصريحاته المناهضة للاقتصاد الحر والسوق المفتوحة، عبر التلويح بإعادة النظر اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" وكافة الاتفاقيات التجارية الخارجية بما فيها المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، وبناء جدار بين المكسيك والولايات المتحدة وفرض حمائية جمركية على البضائع الواردة إلى الولايات المتحدة يخرق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقاليدا راسخة في البيت السياسي الأمريكي وفي الثقافة والاقتصاد الأمريكيين.
حسب بعض المحللين ترامب بتصريحاته وافعاله هذه يوجه ضربة قاسية لمجموعة من المفاهيم والقواعد في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي التي لطالما كانت الولايات المتحدة من مروجيها والمستفيدين منها. كاعتماد الأسواق المفتوحة والتأكيد على ضرورة المنافسة الشرسة، وضرورة تجاوز الحدود والفوارق الثقافية والدينية والعرقية وصولا شبكات عالمية تربط جميع الاقتصادات والبلدان والمجتمعات وتخضعها لمعايير موحدة، مهددا بذلك إن لم يكن النظام العالمي نفسه، فشرعيته.
لذلك يبدو العالم اليوم ينظر بالتباس إلى هذا الجديد الوافد على البيت الأبيض وعلى عالم السياسة أيضا، فترامب الذي تختلف الآراء والتقارير حول أداءه كرجل أعمال، يحقق إجماعا حول خبرته السياسية الغضة، يبدو هذا الشخص الذي يعتبر نفسه صاحب "ثورة" على الطبقة السياسية الأمريكية التقليدية مستمر ـ حسب محللين أمريكان ـ في تصرفات "الثائرين" حتى من موقعه كرئيس، الأمر الذي إن لم يهدد النظام نفسه، فإنه يهدد شرعيته، هذا النظام الذي لطالما سعت الولايات المتحدة بأوجهها "الديمقراطية أو الجمهورية" لتكريسه وتكريس هيمنتها عليه.
ليبدو بذلك ترامب "عدوا" لأمريكا التقليدية المعروفة، بحيث تبدو التساؤلات التي أثارتها صحيف أنغلوفونية حول ما إذا كان ترامب عميلا لروسيا في إشارة إلى تصريحاته وتصرفاته التي تشير إلى رغبته بتحسين العلاقات مع روسيا أحد ألد خصوم الولايات المتحدة بحكم إرثها السوفييتي إضافة إلى طموحات بوتين، وكذلك للإشارة اتهامات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لروسيا بالتلاعب بالانتخابات الرئاسية التي حملت ترامب إلى البيت الأبيض، فرغم كاريكاتورية السؤال الاتهامي "هل ترامب عميلا للمخابرات الروسية؟" فهو يحمل وجها من وجوه الصواب. أو يمكن اعتباره إشارة إلى حجم الدمار الذي يمكن أن تتسبب فيه قيادة متهورة غير مسؤولة وغير منضبطة للولايات المتحدة على الصعيد المحلي أو العالمي.
وتعد دعوة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لتشكيل جبهة في مواجهة دونالد ترامب أجد المؤشرات القوية على مخاوف النظام العالمي من الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، وهي تعبير عن تحول في زاوية رؤية الأوروبيين للولايات المتحدة من الحارس التقليدي للنظام الرأسمالي العالمي، إلى مصدر خطر محدق بقيادة ترامب.
نقلا عن مونت كارلو