الرأي

تابعت مثل باقى المصريين والعالم كله الكارثة الكبيرة التى حلت على مصر يوم السبت الماضى وراح ضحيتها 50 طفلا

تابعت مثل باقى المصريين والعالم كله الكارثة الكبيرة التى حلت على مصر يوم السبت الماضى وراح ضحيتها 50 طفلا من الزهور التى كانت متفتحة ولكن قطفها قطار فاسد قادم منذ ستون عام وهو يقطف ارواح المصريين من حريق وقتل وانقلابات على الطريق واصطدامات نتيجة اهمال او لحظة نسيان او قل لحظة غشيان عبر مثلما تريد من كلمات الاستهجان من الفساد المهم فى النهاية ان هؤلاء الزهور لم نعد نرى تفتحهم مرة اخرى لم نرى صورهم الباسمة الممتلئة بالتفاءل والامل .
كنت قد نويت ان لا اكتب فى هذا الموضوع او هذه الحادثة الكبيرة وذلك لفجاعة وهول مارايت من الصور والقصص عن هذا القطار الاسود الذى اودى بفلذات اكبادنا واختطف ارواحنا معهم وكذلك لما رايته من حزن عميق واوجاع لاهالى الاطفال الورود الملائكة الصغيرة الذين راحوا بلا ذنب غير انه الذنب الوحيد الذى اقترفوه هو انهم ولدوا فى صعيد مصر .
تابعت الاحداث كلها عبر اجهزة الاعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة لارى الاراء والمحليين ولقد رايت ما توقعته لقد رايت المحللين والسياسين يتباكون وليس يبكون بل يتباكون على اطلال الاطفال واشلائهم ليس حبا فى اطفال الصعيد انما طمعا فى مركز سياسى رفيع او شو اعلامى يبهر به نفسه يتباكون ليقولوا للناس ارايتم نحن معكم ونقف بجواركم .
رايت جميع المحطات الخاصة تذهب للقرية المنكوبة بجميع مراسليها يهرولون لياخذوا تصريحا من هذا وخبرا وقصة من تلك رايت اناس ليس لهم صفة الا البحث عن اشعال المواقف السياسية ليس الصعيد الغلبان المكلوم على ابناءهم وفلذات اكبادهم طرفا فيها انما جاءت الحادثة بقضاء الله وقدره لكى يصفوا مع بعض خصومة سياسية حقيرة تهدد البلاد وتدخلها الى اظلم الانفاق واشدها خطورة
ان ما جعلنى اكتب واعلق على هذه الحادثة التى جعلتنا عندما نرى هذه الاحداث مرات على الشاشة نبكى من قلبنا ليس لكسب موقف سياسى بل لاننا من اهل الصعيد وقلوبنا دامية مثل اهليهم ايضا .
اعود واقول ان ما شدنى للكتابة هو كمية الاهتمام الفطيع والمريع بالصعيد فجاءة وكانه فجاءة ظهرت بلدان ومحافظات جديدة تسمى الوجه القبلى كمية المسؤلين الذين ذهبوا الى هناك لرؤية الحدث ليس للاطمئنان على الابناء ولكن ليعودوا مع الشاشات ويسجلوا انهم ذهبوا لمواساة اهالى المنكوبين.
والسؤال هنا
ما هو سر الاهتمام فجاءة بالصعيد على هذا النحو؟
هل بالفعل لاننا فى مصر بلدا واحدة
ام قصده مكاسب مزعومة سياسية على حساب ارواح اطفالنا
ان الاهتمام الاعلامى الذى رايته لم يقصدوا به الاهتمام بالصعيد كلا والله انما كان قصدهم هدم دولة فى مرحلة البناء ذهبوا لشعلوا النيران فراءوا بفضل الله قلبو اهل الصعيد المؤمنة بقضاء الله وقدره تطفئ هذه الفتن والضغائن الاعلامية .
ونحن نرى فى احدى المحطات مذيع كبير يقول يريد ان يقتل رئيس الوزراء واخر يقول عليها حكومة قتلة الاطفال واخر يقول انها دولة فاشلة واخرى تقول تمن الطفل 4000 جنيه .
هل هذا هو الذى جاء بكم من القاهرة لكى تقفوا بجوار اهلكم فى الصعيد هل هذا ما نويتم فعله من تقديم المساعدة والعزاء لاهلكم بالصعيد
هل هذا هو الاعلام الذى تقدموه للارتقاء بالكلمة هل هذه هى الامانة التى وضعتموها على عاتقكم لتنقذوا البلاد وتخرجوها من النفق المظلم الى التقدم والاذدهار .
لقد ذهبت جميع القنوات باسرها لشن حرب حقيرة طاغية على الرئيس وحكومته مستغلا بذلك انبل القضايا واشرفها بل اكثر شرفا من بعضهم هل تكلم احدهم عن كيف ننقذ الصعيد من الاهمال الذى ظل طيلة ستون عاما هل جاءوا بمحليلهم واساتذتهم ليقفوا وراء اسباب التدهور الذى حل ببلادنا فى الوجه القبلى عموما هل راينا يا ساده برنامجا قبل او بعد الثورة ذهب الى الصعيد وسجل مع اهلها ليرى اوضاعهم واحوالهم وماذا يردون وماذا يحتاجون
لم نجد احد يتحدث عن تطوير الصعيد لم نجد مذيعا واحدا او مراسلا واحدا او ناشرا واحدا جمع تحقيقا حول الاهمال الشديد والتهميش المتعمد لابنائه
من من الاعلاميين تحدث عن التكدث فى المدارس من منهم تحدث عن الامية فى الصعيد من منهم تحدث عن قلة المستشفيات وقلة الخدمات المتواجدة فى المستشفيات الان ، هل رايتم مصلحة هامة فى الصعيد كله لخدمة ابنائه ولكن اذا اردنا ان انذهب الى مصلحة او وزارة معينة علينا السفر الى القاهرة بالقطار او الاتوبيس لنعود منه بالاكفان ومحمولين على الاكتاف .
اننا لانريد من حد اى شى بل نريد العدالة الاجتماعية ان كنتم تعتبرون ان اهل الصعيد اهلكم الحرية التى قامت من اجلها الثورة
وكان لاهل الصعيد دور بارز فيها.
اطالب الرئيس وحكومته الاهتمام بالصعيد ولا يتركه كما تركه المخلوع منشأ للاهمال والتهميش والاميه والامراض الكثيرة التى لا توجد الا فى صعيد مصر .
كما اطالبه بتكميم افاوه هؤلاء الناعقون الذين ينعقون ليل نهار فى استديوهاتهم بالكذب والتضليل على الشعب الغلبان المسكين المغلوب على امرهم.
واقول ايضا لهوؤلاء الناعقون ماذا تنتظرون بعدما تليقتم صفعة قوية من اهلنا فى الصعيد جعلتكم تجرون وراءكم اذيال الخيبة والندامة وتعرفكم بان اهل الصعيد اصحاب مواثيق وعهود ورجال عاهدوا الله ان يحموا مصر ويكونوا بجوراها وهم على العهد باقون
اتمنى منكم يا اصحاب التعليم العالى المتوفر ان تتعلموا ولو للحظة من اصحاب التعليم البسيط معنى الدفاع عن البلد
والوقوف بجوارها حتى تقوم من كبوتها يا من تسمون نفسكم الصفوة الا علامية
انكسفوا على دمكم بقى وواقفوا مع مصر .
حمى الله مصر واهلها من كل سوء وممن يريدون ان يعبثوا بامنها واستقرارها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى