تلك كانت إحدى الفتاوى المسمومة التى أفتى بها الراحل سيد قطب حين جسدها فى
تلك كانت إحدى الفتاوى المسمومة التى أفتى بها الراحل سيد قطب حين جسدها فى عبارته التى رددها (أن العديد من الذين يقال أنهم مسلمون أصبحوا فى عداد المرتدين ) وجسدها فى مؤلفاته ومنها كتاب فى ظلال القرآن فإعتنقها أحد تلاميذه محفوظ عزام وتلقاها عنه نجل شقيقته أيمن الظواهرى وأشاد بها فى كتابه فرسان تحت راية النبى ومن ثم نقلها تباعآ لأسامة بن لادن زعيم القاعدة وهو ما أعطى لبعض الجهاديين ثغرة شرعية وفق معتقدهم بقتل مسلمين آخرين بأن وجدوا فيه ما يجعله أمرآ واجب التنفيذ شرعآ قبل بعض قادة الدول الإسلامية لفشلهم فى تطبيق الشريعة الإسلامية ثم تغول الأمر إلى القتل الغير مبرر للعسكريين وحدهم بل وما ينجم عنه من قتل المدنيين العزل ومرد ذلك بأنهم سيجدوا المكافأة بعد الموت فمن كان منهم صالحآ فله الجنة ومن كان غير ذلك فله النار وهو ما أفتى به عضو القاعدة ممدوح سالم المعروف بأبو هاجر العراقى فى واقعة قتل الجنود الأمريكيين إيذاء الإغاثة الدولية للصومال وما نجم عنه من قتل مدنيين ومن ثم أطلق بن لادن وأيمن الظواهرى فتواهما للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبييين من الأمريكيين وحلفاؤهم مدنيين كانوا أو عسكريين لكونه فرد عين على كل مسلم فى كل بلد متى تيسر له ذلك حتى يتحرر المسجد الاقصى والمسجد الحرام من قبضتهم وحتى تخرج جيوشهم من كل أرض الإسلام مسلولة الحد كسيرة الجناح عاجزة عن تهديد أى مسلم
إلا أنه ورغم ذلك ومنذ ذلك الحين وحتى صعود الإخوان المسلمين عامة والقطبيين منهم خاصة إلى السلطة فى مصر لم تطبق أيآ من تلك الفتاوى المزعومة فى تحرير المسجد الأقصى ولم توجه بندقية أحدهم إعمالآ لها لإسرائيل ولم نجد سوى أنهم أخذوا فى تطبيقها –تلك الفتاوى- فى مجابهة الشعب المصرى وجيشه وشرطته وما تسفر عنه محاولتهم الغادرة من إصابة أو مقتل أيآ منهم عسكريين كانوا أم مدنيين ومن ثم باتت تلك الفتاوى التى إعتنقها هؤلاء المتطرفون قد أعدت لا من أجل زعم ما أفتوا بها وإنما من أجل مآرب أخرى ولا هذه ولا تلك من الدين فى شىء إذ قال تعالى "ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق" سورة الإسراء الآية(33) فأى حق هذا الذى يدعون فى سفك تلك الدماء وإستحلالهم لذلك
ويبدو أن المخطط الصهيو أمريكى قد أدرك تلك المآرب أو أنه الذى صنعها من قبل وأنه وبعودة الطيور المهاجرة (الإرهاب) سيحقق إحدى المغنمين فإما أنه سيحقق له مصالحه فى منطقة الشرق الأوسط بإعادة تقسيمها للتمكن منها وعلى نحو ما صارت عليه الأحداث منذ صعود الإخوان المسلمين للسلطة وحتى إخفاقهم فى الحفاظ عليها وذلك الدور الذى تمثل فى كونهم هم حلقة الوصل فيما بين ذلك المخطط وتلك الطيور المهاجرة وتنفيذهم لأهدافه بتقسيم مصر وفق ما أشارت تلك المخططات عبر الوثائق المفضوحة الكاشفة لها فى الإشارة إلى أنها الجائزة الكبرى ودون الإطالة الأحداث المتوالية خير دليل على ذلك من إستخدامهم فى الحرب بالوكالة تحقيقآ لمصالحهم فضلآ عن إفراغ فلسطين من شعبها ونقله إلى سيناء تمهيدآ لدولة إسرائيل الكبرى وتجفيف منابع الإرهاب من عالمهم الأمريكى والغربى درءآ وإتقاءآ لشروره وإستخدامه عبر الإخوان المسلمين فى مصر ومساندتهم فى الوصول للسلطة ثم الكشف عن وجههم القبيح حين نزعها الله منهم ثم محاولتهم البائسة للبقاء فيها ومن ثم القضاء على مفهوم الدولة المصرية تحقيقآ لغايتهم التى قدر الله لها أن تفشل فكان نداءهم بدعمهم لخارطة الطريق فى مصر لا من أجلها وإنما من أجل قضاء مصر على الإرهاب بعدما أثبت التاريخ فشلهم فى التصدى له عقب إستخدام الولايات المتحدة لذات الأداة التى تمثلت فى تنظيم القاعدة لشن الحرب على السوفييت ومن ثم الإنقلاب عليهم فى أحداث 11سبتمبر 2001 وهم لا طاقة لهم فى مواجهته ومن ثم كان الكسب الآخر لهم فى الدفع بهم عن طريق عودة الطيور المهاجرة خاصة لمقبرة الغزاة مصر التى تصدت عبر التاريخ القديم والحديث لكافة أشكال الغزو حتى إبادتهم ففى شعبها خير أجناد الأرض (صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم )وكما قضى صلاح الدين الأيوبى على الصليبيين ممن إتخذوا الدين شعارآ ووسيلة لتحقيق غاياته إنتصر الشعب المصرى وقواته المسلحة بقيادة فريقه الأول اللواء عبدالفتاح السيسى على من إتخذ الدين شعارآ ووسيلة لتحقيق غاياته ولا غضاضة من أن تحقق مصر للغرب ذلك الكسب الأخير الذى يترقبوه فالإنتصار على الإرهاب إنتصار للإنسانية لا لمصر وحدها ويبقى السؤال مطروحآ فيما بعد ذلك الإنتصار الذى حققته مصر دولة وشعبآ
وأرى أنه من بعد وجب ألا تنال مصر فى دستورها بداءة حقآ أقل مما تستحقه من دستورآ يعبر لها وللعالم أجمع عن وحدة شعبها وتلاحمه ويحقق لها فى تلك الوثيقة غايتها فكما زرع المخطط الصهيو أمريكى الإرهاب عبر الإخوان فى مصر زرع ذلك الفصيل الأخير تلك الوثيقة التى أطلقوا عليها دستور2012 وإن إستخدم الأول القنابل الموقوتة إستخدم الأخير موادآ مسممة النوايا كفتوى قطبيهم وكما إنتصرت مصر فى الأولى تحتم أن تنتصر فى الثانية بإعدام ذلك الميت منذ ولادته دستور2012 وإسقاطه لا رتقه وتعديله والقيام على ما يحقق النصر لشعبها بتجفيف منابعه من آثام مواضعه بما إقترفته من أوزار ومنها ذكرآ لا حصرآ المادة 152 حال إتهام رئيس الجمهورية بإرتكاب جناية أو بالخيانة العظمى وآلية محاسبته والتى أشارت لجنة الخمسين إلى إضافة مادة فى الدستور المعدل تجيز للشعب عزله وكان يتعين بداءة الوقوف على تلك الآلية التى أشارت إليها المادة 152 من ذلك الدستور دستور2012 ومن أين إستقاها واضعيه وهو ما يتعين معه أن تسبقه العودة إلى دستور 1971 فى مادته الرقيمة 85 بأن يكون إتهام رئيس الجمهورية بالخيانة العظمى أو الجناية أمام محكمة خاصة والتى إختزلت بذلك تلك الآلية فى المفهوم اللفظى لذلك التخصيص للمحكمة دون التعرض لقانونية تشكيلها وما يستتبعه من تعلق ذلك بمحاكمة الرئيسين السابق محمد مرسى العياط والأسبق محمد حسنى مبارك فيما إقترفه كلاهما من جرائم الخيانة العظمى والجنايات والقانون الواجب التطبيق عليهما وطبيعة المحكمة المنوط بهامحاكمتهما وقانونية تشكيلها حال سريان أصل تلك الآلية على كليهما منذ دستور 1971 وحتى دستور 2012 بإرتكابهما ما هو منسوب إليهما من جريمتى الخيانة العظمى والجنايات فى ظله وهو ما سيلى الحديث عنه تباعآ فى المقالة التالية
