الرأي

عندهم خلل في العقيدة .. إيمانهم منقوص .. يسعون إلى مكاسب سياسية عن طريق استغلال الدين” هذه بعض الاتهامات التي

"عندهم خلل في العقيدة .. إيمانهم منقوص .. يسعون إلى مكاسب سياسية عن طريق استغلال الدين" هذه بعض الاتهامات التي كان يوجهها أنصار التيار السلفي بشكل عام الى المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين طيلة فترة النظام السابق ، معتبرين أنهم انخرطوا في العمل السياسي على حساب العمل الدعوي ، وأنهم تخلوا عن بعض مظاهر التدين في سبيل السعي نحو إثبات تواجدهم بالنقابات والاتحادات الطلابية وانتخابات مجلسي الشعب والشورى والمحليات وغيرها … وفي المقابل كان ينظر الإخوان الى التدين السلفي باعتباره لا يمثل الصورة الحقيقة للإسلام الذي كان يحكم ويقود الغزوات ويرسم السياسات من المسجد ، وليس فقط الاكتفاء بقراءة كتب الفقه والتفسير وغيرها من العلوم الشرعية فضلا عن الالتزام الحرفي بما يجب أن تكون عليه هيئة الشخص المتدين …
هذا الخلاف بين الطرفين إن جاز التعبير توارى تماما عن الأنظار في المرحلة الأخيرة ، رغم أن الإخوان ولا السلفيين لم يغيروا من نهجهم ، إنما تأجل بعد دخول طرف ثالث في مضمار السباق وهو التيار الليبرالي أو جزء منه ممثلا في الكتلة المصرية ….. لكن السؤال الآن الى متى سيبقى هذا الخلاف الإخواني – السلفي مجمدا ؟؟ هل ستنتهي صلاحيته بعد الإعلان عن نتيجة المرحلة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب ؟ أم بعد أن يبدأ المجلس الجديد في الانعقاد ، ويبدأ المشرعون الجدد في مناقشة شؤون الأمة والنظر في حلالها وحرامها ؟؟؟
وقد لا يكون هناك خلاف من الاساس بل هو مجرد اختلاف فكري وأن التوافق والتقارب الحالي هو مجرد تحالف ضمني بالمنطق الشعبي المعروف" أنا وأخويا على إبن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب " وأنه بعد أن ينتهي الفرح يذهب كل إلى بيته سعيدا بما حققه من مكاسب أو مكتسبات ..
وحين يبدأ رئيس مجلس الشعب الجديد في ممارسة عمله – بالتأكيد لن يكون الدكتور فتحي سرور لإنه محبوس على ذمة قضايا ولم يرشح نفسه في الانتخابات الأخيرة – ويطلب من الإعضاء إبداء رأيهم في مشروعات القوانين الجديدة الخاصة  بالسياحة ودور العبادة والمرأة والمؤسسات المالية والعلاقات مع الدول الأخرى والخلاف الحدودي الذي قد ينشب مع إسرائيل وغيرها من الملفات الخلافية ،،، هل نتوقع أن تدوم اللهجة التصالحية في الخطاب المتبادل بين الإخوان والسلفيين ؟؟ أم أن الأخ سيكتشف حينها أن الغريب أفضل له من أخيه ؟ ويصيح في الحضور قائلا " رب أخ لم تلده امي"
فالمسألة اذا حسابات المصلحة والمرحلة وليست حسابات المواطن البسيط المشوش من برامج الفضائيات وملصقات الدعاية والشائعات التي لا تتوقف … هذا الكلام يؤكده الصراع بين الطرفين الإخواني والسلفي في بعض دوائر المرحلة الأولى بالاسكندرية وغيرها لدرجة وصلت الى تعاون السلفيين مع مرشح الفلول أمام المستشار محمود الخضيري وإطلاق حملات من جانب شباب الإخوان لتحذير المواطنين من انتخاب عبد المنعم الشحات المتحدث باسم حزب النور …
وهذا ليس نهاية المطاف ، فالأمر متوقع تكراره في المرحلتين الثانية والثالثة ، وايضا سيتغاضى عنه الطرفان انطلاقا من مبدأ أنا وابن عمي على الغريب ، مع ان مصر هي التي أنجبت الثلاثة – الأبن وابن العم والغريب- وهي التي ربت وهي من ينتظر من أبنائه رد الجميل في هذا الوقت العصيب من تاريخها .. لتبفى الملفات مغلقة لحين انعقاد سيد قراره ..
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى