فى تلك الأيام التى نمر بها ، إنتشرت فكرة فشل الثورة بسبب إنعدام الأمن و إنتشار البلطجة و السرقة ….
يُذكرنى ما يحدث الأن بالفنان عادل إمام فى مسرحية الزعيم عندما قال " لماذا قمنا بالثورة ؟ … انا لا أعرف لماذا قمنا بالثورة … أنا كنت فى الحمام ساعتها " . قد يكون معظم هؤلاء المنتقدين فى الحمام عندما قامت الثورة ، بل أنا شخصياً كنت فى الحمام عندما قامت الثورة للأسف و لم أستطع المشاركة .و لكن حقيقةً قد يكون كلام هؤلاء المنتقدين صحيحاً بنسبة ما ( من وجهة نظرهم ) . لكن إذا كنا نتحدث بواقعية فنسبة كبيرة من الناس بدأت تعتقد فى فشل الثورة ، و انا لا أتحدث عن من هم بالفيسبوك بل أهل الشارع . و حتى نضع أرجلنا على أرض الواقع ، يجب علينا إنزال المنطاد قليلاً و الإعتراف و إحترام هذا الرأى ، فنحن فى مرحلة جديدة لا تحتاج إلى تجميل الأمور خوفاً من النقد .
لكن إذا أعتبرنا هذا الرأى صحيحاً و أن هذا ما حدث فعلاً ، أسيكون ذلك سبباً لإستسلمنا لهذا الفشل ؟؟؟!!! الإنسان الطبيعى عندما يتعرض أو يقترب للموت ، لا يتقبل عقله هذه الفكرة و يناضل متمسكاً بحياته … أفلا نستطيع النضال لإنقاذ ما حدث ؟؟ّ!! يجب علينا النضال لكى ننقذ ما حدث لننقذ هذا الفشل – كما يعتقدون – و إلا سوف نغرق جميعاً فى هذا الطوفان . و ملاحظة صغيرة ، هى أن كل من يعتقد فى فشل الثورة و مقتنع بذلك ، و فى نفس الوقت لم يتحرك لكى يغير من هذا الفشل بيده على قدر إستطاعته ، فهو مشترك أيضا فى هذا الفشل .
عزيزى القارىء إن كنت مقتنع بذلك الرأى فأنا أحترم ذلك و أُقدر حرية رأيك … لكن أرجوك أن تناضل ولا تستسلم لهذا الفشل ، و قم بما يتوجب عليك أن تفعله . و أما عن رأيك ، فلا أستطيع أن أقول إلا إن سببه بنسبة كبيرة هى عدم مشاركتك من البداية … فيوم 25 يناير لم يكن إلا حركة و بدأت من خلالها الثورة . لقد مضى ما كان صعباً و لكن ما أتٍ هو الأطول و الأهم … فالثورة فتيلة لكنها لم تنطفىء بعد .
إن عدم مشاركتك من البداية لا تعنى عدم مشاركتك الأن … فمشاركتك الأن بالإصلاح قد تكون أهم من المشاركة فى البداية … فدورك الأن قد يمتد كثيراً ، قد يمتد حتى تنطفىء الفتيلة ، و حتى أن نقضى على هذا السؤال … أفشلت الثورة ؟؟!!!
andrew_samir@live.com