الرأي

قطر الآن، وحتى بعرفية التراضى الخليجى معها، محاصرة بسبب غياب الحكمة، وفقدان الوعى، وجموح صبيانها من آل ثان التى أرادوها

قطر الآن، وحتى بعرفية التراضى الخليجى معها، محاصرة بسبب غياب الحكمة، وفقدان الوعى، وجموح صبيانها من آل ثان التى أرادوها دولة رغم أنها بالكاد مجرد إقطاعية، أو أبعادية.. كل مقوماتها أنها تسبح فوق نهر جار من النفط والغاز، وتستمد وجودها من كونها محمية أمريكية!
 
الوقت يمضى، وقطر لم تبد حتى الآن أى بارقة أمل فى أنها آخذة فى تطبيق بنود وثيقة الرياض، التى لا تعدو حتى الآن أكثر من حبر على ورق تنتظر إرادة قطرية جادة وصادقة، لتثبت حسن نواياها تجاه أشقائها فى المملكة، والإمارات، والبحرين، الأمر الذى دعا وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل إلى اجتماع لرؤساء تحرير الصحف السعودية الأسبوع الماضى ليشكرهم فيه على عدم الرد على هجوم الصحافة القطرية، أو مجاراتهم الإعلام القطرى فى الهجوم الذى يشنه على المملكة ودول الخليج، وأتى الاجتماع فيما بدا لى، (وهذا تحليل شخصى)، تذكيرا للحكومة القطرية بأن المملكة ومعها دول الخليج تترقب تحولا جادا فى سلوك الحكومة القطرية تجاه الالتزام بما تم التوقيع عليه، وأن التزام الدوحة تحت المراقبة الجدية، وأن عودة السفراء مرتبط بحسن النوايا القطرية، وعلى حكومة قطر أن تثبت أنها على قدر المسئولية الوطنية، وأنه لا يمكن القول – طبقا للفيصل – إن قطر قد التزمت باتفاق الرياض إلا بعد تحقق تنفيذ الاتفاقية.
 
كل شىء فى قطر على حاله، قناة الجزيرة كما هى تمارس سياسة التحريض، والتلفيق، ونشر الأكاذيب، واستضافة المطاريد من شواذ الفكر، دعاة الضلال، عبدة الدولار والدينار ليلا ونهارا،   حكومة قطر حشدت الإرهابيين، والمرتزقة من كل حدب وصوب، وفتحت لهم ممرا آمنا للسفر إلى ليبيا، للانضمام إلى ما يسمى بالجيش الحر، الذى ينتظر ساعة الصفر التى حددتها قيادات التنظيم الدولى.
 
قطر مستمرة فى غيها دون إبطاء، أو رادع حقيقى، فبعد أن فقدت ورقة جماعة الإخوان الإرهابية فاعليتها، ها هى تتحرك لمحاصرة مصر، والضغط عليها بورقة سد النهضة، وتعرض على أثيوبيا تمويل مشروع إنجاز السد بقرض ميسر طويل الأجل يبلغ قيمته (5,3 مليار) دولار بعد إعلان الاتحاد الأوروبى والصين وروسيا وقف تمويل بناء السد، لتدخل قطر بذلك فى حرب صريحة مع الشعب المصرى تهدد بقاءه، وتقضى على مستقبله، وتحول أراضيه إلى صحارى قاحلة، ومزارعه وأشجاره إلى كومات من الحطب، ومجرى النهر إلى مجرد أثر تاريخى تتحاكاه الأجيال القادمة.
 
حكام قطر الذين يتخذون من القرضاوى إماما يبررون سلوكياتهم العدائية استنادا إلى فتاواه، ويقولون إن فتاواه ملزمة لهم، وأن «الشيخ» دعا الجهاديين من كل أرجاء العالم لمحاربة الجيش المصرى، وأفتى بأن الجهاد فى مصر فريضة ملزمة، وهم يمارسون الجهاد بطريقتهم اتباعا لهدى الشيخ وأوامره، وأن حرب المياه هى نوع من أنواع الحروب تم استخدامها بأشكال مختلفة فى غابر الزمان والعصور، بما فيها عصور الفتوحات الإسلامية، هكذا يقولون.
 
تؤكد السعودية، ومعها الإمارات، والبحرين أنها ماضية بإصرار فى ضرورة تنفيذ قطر لبنود وثيقة الرياض، وإلتزامها بالأمن القومى الخليجى والعربى، وتوحدها فى محاربة الإرهاب بشتى صوره وألوانه، الإجراءات التى اتخذتها المملكة ومعها دول الخليج دخلت حيز التنفيذ، ويجرى تطبيقها دون إبطاء أوتراخ، إجراءات على الأرض، ورسائل عديدة ومتنوعة لاتخطئها عين، آخرها اختتام أكبر مناورات عسكرية (لم تدع إليها قطر) وصفت بأنها الأكبر فى تاريخ المملكة.
 
وآل ثان إن لم يتداركوا الأمر قبل فوات الأوان، الذى أصبح وشيكا، ويطلبوا العفو، والصفح، والغفران من مصر ودول الخليج فإن حكمهم إلى زوال، فى تقديرى قبل نهاية العام، لأن قطر زاخرة بالأحرار الغيورين على عروبتهم، المتشبثين بأمتهم، وهويتهم الخليجية، الذين لايعبأون بسيف تميم وذهبه، الرافضين للقواعد العسكرية الأمريكية، والبروتوكلات الصهيونية التى يدين بها حكام قطر، والتى حولت ديرتهم على أيدى آل ثان إلى خنجر مسموم فى خاصرة الأمة العربية، تؤدى ذات الدور الذى تقوم به إسرائيل، تماما بتمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى