كنت اشاهد فيلم الجزيرة بطولة الفنان احمد السقا ورآيت بعض الجمل التى قيلت فى هذا الفيلم تحققت من باب الصدفة

 
كنت اشاهد فيلم الجزيرة بطولة الفنان احمد السقا ورآيت بعض الجمل التى قيلت فى هذا الفيلم تحققت من باب الصدفة , فكاتب هذا الفليم  فعلا عبقرى لانه اختار جمل تحققت بالفعل , والقصة مستوحاة من قصة حقيقة فهذا اعطى للقصة جمال اكثر , من كثرة واقعيتها .
جملة ( من النهاردة مفيش حكومة انا الحكومة ) فهذا تحقق بالحرف الواحد بعد الثورة , اصبح الشعب هو الحكومة والميدان هو قصر الرئاسة التى تصدر من خلاله القرارات , واصبحت القرارات لابد ان تمر على التحرير اولا حتى تاخذ الشرعية , ولكن كما كان فى الفيلم سرعان ما تغير الحال و هجمت المدرعات وقوات الامن على الجزيرة واسقطت الكبير  (منصور ) وما يحمله  المشهد من دراما لقوة الداخلية على قهر اى احد مهما كانت قوته , وان مفيش حد يقدر يقول انه هو الحكومة واللى يقول كده لابد ان يعرف مكانه ومركزه وان الحكومة دى خط احمر انما الباقى خطوط خضراء يمكن تجاوزها بكسر الاشارة مادام لايوجد احد يحاسب احد .  
وهكذا ايضا حدث فى الميدان , عندما قال انه هو المعبر عن ارادة الشعب , فهمت المدرعات والعساكر على من به حتى تجد من يجر من شعره , ومن يرمى فى كوم زبالة هذا المشهد الفظيع الذى بفعل الاحداث المتتالية وسخونة الانتخابات تنساه الجميع , ولم ياتى فى خيال الكاتب والمخرج  لفليم الجزيرة هذا المشهد , فهو فى الاصل لم يستطيع خيال المشاهد السينمائية ان تحتويه لفظاعته , فتحول الى مشهد واقعى
فهكذا سلبت السجادة من ميدان التحرير الذى اصبح الان تهمة , واصبح ميدان العباسية هو المعبر عن ارادة الشعب , واصبح التليفزيون المصرى بكذبه وافترائه هو قناة الفراعين التى صاحبها قائد ثورة التصحيح , وهو ايضا قائد وزعيم وصاحب شعار ( نامى يا ولية عشان تصحى ) الذى يقوله لكل معارضيه حتى يعلموا مع من يتحدثون فهو اكبر دماغ فى البلد من حيث المكر والدهاء , والمتحدث الرسمى باسم اصحاب العقول الخفيفة , التى لابد وانت تتعامل معاها تتعامل بمبدأ الاطفال فلكى تسكت طفل يصرخ فى وجهك ان تاخذه على قدر عقله وتريحه وتعمله اللى هو عايزه , وانما لو ركبت دماغك فسوف ترى الطفل ام ان يتبول عليك او تجد اشياء غريبة تخرج من فمه , وكما قال الشاعر الكبير ( لا تلعب مع العبيط ولا تخلى العبيط يلعبك ) لانك فى الحالتين انت الخاسر دائما .
لا اعلم لماذا اخذنى الحديث عن هذا الشخص ولكن معلش كان لابد ان ياخذ حقه كاملا , واتمنى ان اكون قدرت اعطى للرجل حقه , فهو قائد وزعيم وعندما تتحدث عن زعيم شعبى لابد ان تتحدث بمنتهى الحذر حتى لا تخرج منك كلمة كده او كده , فيسخط عليك الزعيم ويحكم عليك ان تذهب معه الى ميدان العباسية .
ونعود مرة اخرى لفيلم الجزيرة , فكما فى قصة الفيلم تحالف ظابط الشرطة مع مجرم ضد الشعب , مع ان لكل منهم وظيفته وافكاره المضادة للثانى والمفروض ان يكونوا اعداء ,حدث ايضا هذا التحالف بعد الثورة , عندما تحالف السلفيين مع الفلول نكاية فى الاخوان الذين لم يتحالفوا معاهم لانجاح صاحب مقولة الديمقراطية الكافرة .
ففى نظر السلفيين اصبح الاخوان لبيراليين , لانهم لم يساندوا مكفر الديمقراطية , تحالف الاخوان مع الليبرالين مع عباد الصليب  , حسب تعبير الرجل الراسب بإرادة الشعب , تحالف الجميع ضده حتى لو كانت افكارهم متضادة اليس لهذا تفسير  , ولكن ليحمد الله السلفيين ان هذا الرجل سقط لان ضرره فى البرلمان سيكون اكبر من نفعه لهم فليحمدوا الله .
لا اعلم لماذا سوف يصبح السلفيين بالنسبة للاخوان , كما كان الاخوان بالنسبة للحزب الوطنى ,رغم انهم من عباءة واحدة وهى التيار الاسلامى , ولكن ماذا تتوقع  من من يدعون انهم رجال دين عندما يلعبوا السياسة , تنتظر منهم ان يلعبوا السياسة بشرف وامانة ولكن لم يحدث ذلك , تحالف البعض مع الفلول واصبح كل فصيل يعاند الاخر فى انجاح مرشحيه فى الانتخابات ,
كما قولنا السياسة قذرة والدين اسمى وانقى من ذلك بكثير , وليس شرطا ان يكون رجل الدين سياسى مخضرم  , فلا يشفع له علمه الشرعي في تواجده في مكان يحتاج لمواهب معينه وقدرات خاصة، كما لا يلائم ولا يليق أن يعمل عالمُ الشرع الجاهلُ بالطب أو بالمحاسبة  طبيبا او محاسبا لمجرد أنه عالم بالشرع , ونسوا  من يبحثون عن تطبيق الشريعة الاسلامية اخلاق الاسلام السمحة فى ان تكون فى عون اخيك , وليس ان تضرب ظهر اخيك لانك فقط تريد مصلحتك .
ولكن يا صديقى نحن نؤذن فى مالطة