لماذا يصر الإسلاميون على إتباع القوة الغاشمة فى فرض مشروعهم على المجتمع المصرى؟! لماذا يتعنت هؤلاء فى إستخدامهم للأغلبية السياسية
لماذا يصر الإسلاميون على إتباع القوة الغاشمة فى فرض مشروعهم على المجتمع المصرى؟! لماذا يتعنت هؤلاء فى إستخدامهم للأغلبية السياسية كوسيلة لنشر أفكار أيدولوجية متشددة فى مجتمع وسطى، ولماذاعندما يتوجه أحدهم بالنقد لهذه الطريقة الفجة وهذا الإسلوب الغشيم، لا تجد فى كثير من الأحيان أية ردود سوى من نوعية " هو كدة "!!
والحقيقة أن الثورة قد أتاحت لجميع القوى السياسية على الساحة فرصة نادرة لنشر تعاليمها وأهدافها بالوسائل الديمقراطية المتعارف عليها فى جميع دول العالم المتقدم.. دون الحاجة للجوء إلى المغالبة والإستحواذ كوسيلة لتحقيق ذلك . غير أن أباطرة تيار الإسلام السياسى على ما يبدو فى بلادنا مازالوا لا يؤمنون بأن هذه الطرق السلمية – سياسياً ودعوياً – ربما قد تؤتى ثمارها بصورة أسرع من أى طريقة أخرى إذا إرتكزت بالأساس على القيم والمبادىء التى قامت من أجلها، فالدعوة ليست هى الطريق الأمثل إلى عالم السياسة، كما أن السياسية يجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن كل ما هو دعوى لأن كليهما لا يستقيم بأى حال من الأحوال مع الأخر .
إن التجديد فى الخطاب الإسلامى يعد العامل الرئيسى فى تحويل دفة الشعوب نحو هذا المشروع بما يحمله من مضامين تكون كافية لإثارة الطمأنينة فى نفوس الجماهير . فالمشروع الأردوغانى فى تركيا على سبيل المثال يعد هو التجربة الأمثل التى إستطاعت أن ترسخ مبادءها الجديدة داخل مجتمع يميل بطبيعته إلى الإنفتاح أكثر منه إلى المحافظة .
أما فى مصر فإن البيئة قد تكون متوفرة لوصول التيار الإسلامى إلى أهدافه بشكل أكبر من أى مكان أخر، إلا أن سيطرة التيار المتشدد على مراكز صنع القرار داخل هذا التيار مازالت تحول دون تحقيق ذلك نظراً لإنغماسه فى نوعية المشكلات التى كان يتعين عليه أن يتجاوزها منذ فترة طويلة، والتى تتعلق بقضايا الهوية، والأصالة والعاصرة كذلك تلك القضايا المتعلقة بالحريات العامة والمرأة . إلا أنه فضل إهمال القوة الناعمة من وسائل إعلام وخلايا دعوية ,وغيرها وقرر إتباع البراجماتية السياسية كوسيلة لتحقيق أهدافه، وهو ما لن يحدث أبداً بهذه الطريقة .