الرأي

لم تكد تمر دقائق على إعلان اتحاد الكرة المصري قراراته وإجراءاته العقابية ضد ناديي المصري والأهلي بشأن أحداث مباراة الفريقين

لم تكد تمر دقائق على إعلان اتحاد الكرة المصري قراراته وإجراءاته العقابية ضد ناديي المصري والأهلي بشأن أحداث مباراة الفريقين في الدوري الممتاز ، حتى انتفضت جماهير بورسعيد غاضبة لتعلن عن رفضها لتلك القرارات ، دافعة بأن الأحداث مدبرة وأن لا دخل لهم بها … الجماهير الغاضبة توجهت إلى مقر هيئة قناة السويس في بورسعيد واشتبكت مع القوات المسئولة عن تأمين المبنى ما أدى إلى وقوع ضحايا ما بين قتيل ومصاب .. كما رفض النادي الأهلى وجماهيره العقوبات التي قررها اتحاد الكرة … كل تلك الأحداث جاءت متزامنة مع أزمة طاحنة تعيشها محافظات مصر جمعاء في كل مصادر الطاقة تقريبا من غاز وبنزين وسولار ، وكأن المصائب أبت إلا أن تأتي مجتمعة لتحل فوق رؤوس المصريين … 

طوابير السيارات المتوقفة أمام محطات الوقود ، والاشتباكات التي تحدث بين الحين والآخر بين المواطنين سواء كانت على أنابيب البوتاجاز أو الوقود الذي يباع في السوق السوداء على مرأى ومسمع الجميع لم يأت في اعتقادي واعتقاد الكثيرين مصادفة ، بل إن الأمر مدبر ومفتعل ، وله أهداف سياسية قد يمكن لنا فهم البعض منها ، فيما تتبقى أسباب أخرى لا يعلمها إلا أطراف اللعبة …

العالمون ببواطن الأمور ، ومن يجيدون التحليل السياسي يرون أن التقدم الذي حققه الإخوان في انتخابات مجلسي الشعب والشورى جعلهم يعيدون النظر في قراراتهم السابقة فيما يتعلق بعدة أشياء منها الرغبة في الحصول على منصبي رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية …. فها هم الإخوان – رغم علمهم العميق بعدم جدوى تلك الخطوة دستوريا – يلوحون بسحب الثقة في البرلمان من حكومة الدكتور كمال الجنزوري متهمين إياها بالفشل في إيجاد حلول للمشكلات التي يعاني منها الشارع مثل نقص الوقود والغاز والانفلات الأمني وغيرها … وهم بذلك يسعون لأن يأخذوا الشارع في طريق معين وزاوية معينة في تفسير الأحداث وهي أن السبب في تلك الأزمات هي الحكومة ، صاحبة اليد الطولى في البلد ، وصاحبة القول الفصل فيمن يذهب ومن يأتي ، وصاحبة القرار طبعا في العفو عن المتهمين الأجانب في قضية التمويل الأجنبي ، وصاحبة القرار في فتح الحدود مع غزة لإدخال الوقود ، وهي المسئولة عن تأجيل محاكمات الفساد وما أثير حول اختفاء ملفات موقعة الجمل من محكمة الاستئناف ..وغيرها … والسؤال هل لو كانت حكومة الجنزوري لديها كل تلك الصلاحيات ، لماذا لم تستغلها منذ توليها لخدمة الصالح العام ؟ أم أنها كانت تعلم أن نتائج الانتخابات ستؤل لصالح الإخوان وأنهم سيفكرون سريعا في سحب الثقة منها ولذلك فلا جدوى من العمل الايجابي؟ ..

الإخوان – حسب رواية بعضهم – يفكرون أيضا في منصب رئيس الجمهورية رغم تعهدهم من قبل بأنهم لن يقدموا أي مرشح من داخلهم ، ولكن في نظر الإخوان ، الأجواء تغيرت والساحة السياسية باتت مفتوحة على مصراعيها لصاحب المقهى والحلاق والمدرس والعامل والطبال والسياسي المحنك وضابط المخابرات السابق وغيرهم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ، فلماذا لا يكون هناك أحد المتقدمين من داخل صفوف الإخوان ؟؟ … فهل التغير في فكر الإخوان بشأن تلك النقطة له علاقة بما يحدث من أزمات في مصر ؟؟ هل هي لعبة القط والفأر بين المجلس العسكري والإخوان ؟؟ وما ذنب الشعب المسكين المغلوب على أمره ؟؟ هل يدفع الآن ثمن ثورته على الظلم ؟ أم على اختياراته في انتخابات الشعب والشورى ؟؟ أم على ثقته المفرطة في الوعود البراقة التي أطلقها المجلس العسكري منذ أن تولى السلطة ؟؟؟

المنطق يقول إنه في ظل الظروف الحالية التي تشهدها مصر داخليا وخارجيا ، فإن من افتعل المشكلة هو نفسه من بيده الحل .. فهو المهيمن الذي يمتلك القرار لوقف استيراد السلع ، أو حجبها عن الجمهور ،  أو حتى سكبها على الأرض أمام أعين العطشى من فقراء الثمانين مليونا .. فلابد من أن يرحل من افتعل المشكلة – الذي هو نفسه من يمتلك الحل  – ، وهذا هو أضعف الإيمان قبل أن تدخل مصر في النفق المظلم الذي لا يعلم مخرجه إلا الله سبحانه وتعالى … " وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"  صدق الله العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى