الرأي

يبدو أن التيار الإسلامى المسيطرحاليا على كل شىء فى مصر قرر أن يتقمص دور الرقيب الذى يوجه المصريين إلى ما

يبدو أن التيار الإسلامى المسيطرحاليا على كل شىء فى مصر قرر أن يتقمص دور الرقيب الذى يوجه المصريين إلى ما يجب مشاهدته؟ ربما تناسى المنتمون إلى هذا التيار أن مشاهدة الأفلام الإباحية حرية فردية وشخصية للإنسان , فمن يريد المشاهدة فليفعل ومن لا يريد فليمتنع هو ولكن لا يحق له منع الأخرين وفرض خياراته عليهم .طبعا هي دعوة عظيمة للإلتزام ,وإن كنت أود أن أسال أؤلئك المسئولين عن تلك الدعوة هل التزمنا بكل الفروض والسنن المفروضه ولم يعد باقيا إلا حجب المواقع الإباحية  أم هى رغبة لإرضاء السلفيين المطالبين  بـ«نت نظيف»،
لقدأعلن المتخصصون في تكنولوجيا المعلومات إستحالة حجب كافة  المواقع الإباحية على الإنترنت داخل مصر بسبب التكلفة الباهظة لذلك الحجب والمقدرة بعشرة مليارات دولار فى ظل الظروف الإقتصادية السيئة التى نعيشها حاليا.
 بالإضافة إلى أن الحكومة المصرية لن تكون قادرة على تأمين تكلفة الحجب الخيالية مؤكدين أن حجب المواقع الإباحية ربما يكون مجرد حيلة من الحكومة المصرية لمنع المواقع المعارضة للإخوان فيما بعد، على إعتبار أن نبدأ اليوم بحجب المواقع الإباحية وغداً نحجب المواقع السياسية وبالطبع لديهم من الحجج مايكفل تحقيق ذلك بسهولة فباب حجب المواقع لو فتح فعلاً فإنه سيكون من الصعب إغلاقه.
كذلك إعتبر البعض  أّن رضوخ النائب العام لضغوط السلفيين يسلط الضوء على الوضع القائم فى مصر حاليا حول القضايا المتعلقة بحرية التعبير، والذى يزيد من  مخاوف الليبراليين من أن صعود  التيارات الإسلامية للسلطة سوف يجعلها تستخدم نفس أساليب مبارك القمعية لكبت الحريات وإسكات المعارضة كذلك من المفترض على الحكومة ألا تكون رقيباً على الناس، بل  بذل الجهد لتوفير الخدمات بغض النظر عن كيفية استخدام المواطنين لها
لأنّني أدرك الوضع الغريب الذي تعيش فيه مصر فإننى أكاد أجزم  أن التيار الديني الصاعد في مصر يتعامل مع أزمة  حجب المواقع الإباحية على أنها مسألة حياة أو موت. أنا لا أريد أن تشتعل نيران جديدة في الشارع المصرى المشتعل أساساً بمشاكل سياسية ودينية لا تتوقف,فقط أتساءل أليست هذه الملايين كفيلة بتجهيز مليون فتاة فقيرة كي تزف الي فتي أحلامها  ونساعدها علي الظهور بمظهر لائق في عينيه‏.؟‏ أليس من الأفضل أن نتكاتف من أجل توفير طريقة مرضية لرب أسرة حالته المادية يرثي لها كي يتمكن من كسب قوت يومه ويتمكن من سد جوع صغاره في نهاية كل يوم‏.‏
 لماذا لانتعاون لتوصيل المياه الصالحة للاستعمال الأدمي إلي أقاصي الصعيد حيث أقاربنا هناك يبذلون المستحيل للحصول علي شربة ماء نقيه وطبعا الكهرباء‏.‏ لماذا لانتكاتف جميعا للقضاء علي ظاهرة اطفال الشوارع أصحاب الوجوه العابثة والملابس الرثة‏(‏ علي فكره هؤلاء الاطفال يجب ان نعمل لهم الف حساب‏)‏ فهم قنبلة موقوتة‏ حيث يعانون الفقر والجهل والمرض وطبعا قلوبهم مليئة بالحقد علي هذا المجتمع الذي لم يرحمهم وبالتالي سيأتي دورهم لينتقموا‏.
لماذا لا نجتهد لإيجاد حلول سريعة لمحو أمية مليون مصرى لايعرف القراءة والكتابه, ولماذا لاندعو الي توفير مليون شقة لمليون مشرد ضحايا العشوائيات الذين يفترشون الشوارع بلا مأوي‏.‏ ولماذا لانوفر مليون فرصة عمل لشباب الخريجين الذين يعانون البطالة ويفتقدون الواسطة المناسبة لتعيينهم‏.‏
 لماذا لاندعو لزراعة مليون شجرة أو إستصلاح مليون فدان في صحراء مصر المحتاجة الي سواعد أولادها وهم يستطيعون‏؟
بالمناسبة أنا لم أتحدث عن الوضع الأمنى السيىء فى سيناء والصور البشعة التى تصل من هناك لشباب المجندين والضباط الذين يتم إغتيالهم على أيدى مجهولين أليست هذه الإباحية بعينها التى يجب أن نخجل من تعرض أولادنا لها..هل يتحمل أحد أن يكون هذا مصير إبنه‏ .
صحيح أن البعض قد إستطاع الهروب من أنياب الرقيب الحكومي لكنه أبدا لن يتمكن من  الفرار من قبضة الرقيب الديني. ولنتفق مع أراء بعض المتخصصين المتخوفين من أن تشهد الفترة القادمة تدخل أكبر لمقص الرقيب الديني في كل أمور حياتنا. فبالتأكيد قضية المواقع الإباحية هى مجرد بداية وأن التطرف الديني سيمتد لينال من كل شيء في المجتمع المصري.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى