الرأي
يتضمن معنى الديمقراطية احترام حقوق ألإنسان واحترام حقوق الرأي والتعبير ، وقد لا يختلف احد على تلك الخصائص التي
يتضمن معنى الديمقراطية احترام حقوق ألإنسان واحترام حقوق الرأي والتعبير ، وقد لا يختلف احد على تلك الخصائص التي يوفرها المناخ الديمقراطي للدولة ،ولكن أذا سلمنا بأن الدولة الجديدة تبُنى في ظل هذا المناخ ، الذي يضمن للجميع الحرية في أبداء رأيه وانتقاده لأي شيء قد يرى انه سلبي في الدولة ومؤسستها ، وقد لا يختلف آلأمر حتى في انتقاد رئيسها ذاته ، وهذا المفهوم هو ما نعلمه أن صح فلا اعتقد أن الدولة الجديدة اختلفت فيها المعاير ، وهذا ما آراه ، أن بالفعل آلأمور تبدلت أو أنني أخطأت في التفسير فمن منا لا يخطئ .
منذ أن بدئت عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية ألتي قال البعض أنها ستنهى الكثير من معانات المصريين ، ظل الأعلام ومؤيدي الدولة الجديدة يتشدقون بمبادئ الدولة الديمقراطية ، والعديد منهم لم يتوقف عن الحديث عن إيجابيات المرحلة القادمة ،وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية النزيهة ، وبعد وصول الرئيس المختار ، وبعد تباين النسب ، وفى ظل ذلك الحراك السياسي المشتعل نفاجئ بمنع إعلامين من الظهور وقبل التفكر في أسمائهم وأتجاهتهم ، تبهرنا وزارة الداخلية من خلال تصريحات متحدثها الذي توقفت أمام حديثه مندهش ، ومالي لا اندهش عندما اسمع عن طرح مناقصة لتنفيذ مهمة مراقبة ومتابعة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوكوتويتر" ويتضمن المشروع مراقبة الدعوات لحشد المظاهرات والاعتصامات .
لم تفاجئني فكرة المراقبة في حد ذاتها لأنني اعلم أن أجهزة آلأمن لا يخفى عليها شيء ، ولعلى هذا ما جعلني أتقبل آلأمر بنوع من السخرية ، أن تكون مراقبات الدخلية ألتي استمرت منذ ألأبد مدعومه بقانون يتيح التدخل في أمورنا الشخصية ، وهل نحن في انتظار تصعيد لعمليات التجسس بأسمالقانون ، كوضع كاميرات في البيوت والسيارات ووسائل النقل العامة .
الغريب في آلأمر أن كل أنظمه العالم تتبرأ من مثل هذه آلأفعال حتى وان كانت أمريكا الدولة آلأقوى في العالم ، إلا أننا كالعادة نبهر العالم بأنجازتنا واليوم نرى ذلك آلإنجاز واضح ، في وضع هذا الشعب ضمن خطة مراقبة جماعية ، والغريب أن ذلك يحدث بمباركة من العديد من وسائل الأعلام المؤيدة للنظام والتي أصبحت تضلل الرأي العام وتطبق مقولة وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز "اعطني إعلاماً بلا ضمير أُعطيك شعباً بلا وعي " بحذافيرها ، ولا اعلم كيف للبعض أن يتحدث عن دولة ديمقراطية في ظل كل ما يحدث ؟!
فالآن لدينا أعلان عن رئيس جديد ومرحلة جديدة ادعى البعض انه تتسم بالديمقراطية ونحن نرى الشباب تمتلئ بهم السجون بالإضافة لمنع إعلامين من الظهور بالصحف والشاشات فلا يسعنا في ظل كل هذا إلا السؤال سؤال كل المؤيدون ، عن أي ديمقراطية تتحدثون ؟!
فالواقع أمامنا ، والقافلة تسير ونحن مراقبون مكبلون قبل أن تبدأ اللعبة وعندما تبدأ قد يكون آلأمر وصل لذروته وقد نكون مشاهدين من خلف الجدران ألشاهقة ألتي بُنيت لكي لا نرى إلا ما يسمحون لنا به .

