الرأي

يجب أن يخاف الإخوان في مصر من أنفسهم حيث إبتسمت لهم عجلة الحياة، إنتصروا في معركة الدستور الذى يصوت عليه

يجب أن يخاف الإخوان في مصر من أنفسهم حيث إبتسمت لهم عجلة الحياة، إنتصروا في معركة الدستور الذى يصوت عليه حاليا، ونجوا من الهزيمة  في معركة التعديلات الدستورية وأصبح  بإمكانهم الإطلاع على الكثير من المعلومات السرية نتيجة لوقوف الشرطة على الحياد الأمر الذى يمثل مصدر قوة بالنسبة لهم. لقد أصبح الكيان الإخوانى يصول ويجول، يهدد ويتوعد، بل يقبض على من يعتد أو ينوى أن يعتدي عليه،
بالتأكيد جميعنا يتذكر مجزرة الإتحادية يوم الأربعاء  الخامس من ديسمبر الجارى  حيث قصر الرئاسة أو بمعنى أدق رمز الدولة عندما إكتسح المتظاهرون حواجز الشرطة، ووصلوا حتى أسوار القصر، كتبوا عبارات غير لائقة،وبالتالى صرخ الإخوان والسلفيون وأنصارهم وهاجموا بشكل منظم المتظاهرين الذين إعتصموا في المكان وأجلوهم بالقوة  بعد ضرب الكثير من الشباب العزل  الذى إمتهنت كرامته وسحل وأصيب معظمه بإصابات خطيرة قبل تسليمه للنيابة.
أظن أنه يجب على جماعة الإخوان المسلمين أن تعترف أنها وقعت فى خطأ كارثى لا يتفق إطلاقا  مع سياق الجماعة وخطابها القائم على قيم الإسلام، الذى يعلى من كرامة الإنسان،فمثل هذه التصرفات قد تؤدى إلى إنتصارالإخوان كفصيل وخسارة المسلمين ,لذلك من الضروري أن يستمعوا للأصوات العاقلة من بينهم كالدكتور حلمي الجزار عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة  وإن كان صوته يبدو خافتا لحد ما وسط أصوات التهديد والوعيد .كذلك أصبحت هناك مطالبات كثيرة بضرورة  إجراء تحقيق لتقصى الحقائق لمحاسبة كل من تجاوز على مواطن آخر حتى لو كان بلطجيا، بضرب أو إهانة، عليهم أن يقبلوا بتحقيق قضائى علني، ويقبلوا بنتائجه ولو كانت ضدهم، كى يؤكدوا لنا جميعا أنهم أهل أفعال لا أقوال، وأنهم ابدا لن يقبلوا بتكرار ما جربوه وعاشوه طوال عقود من إنتهاك للكرامة ,
لم يعد معظمنا يحتمل ما حدث فى الإتحادية فديننا الحنيف أبدا لم يأمرنا بالتعدى بالضرب المبرح المحدث للعلامات على جسد الفتيات,أبدا لم يأمرنا بالتعدى على معتصمين في خيامهم , لم يأمرنا بالضرب والتعذيب لترهيب المتظاهرين من الرجوع مرة أخرى, إين القدوة الحسنة ,لقد أصبح من غير المقبول أن تسحب أجهزة الدولة الأمنية  وتستبدل بميليشيات الإخوان.
البعض أصبح يتساءل عم إذا كان ديننا يأمرنا بالتأويل والكذب والتبرير لحشد حشود غفيرة على خلاف الواقع. أيضا هل يعقل أن النزول للدفاع بالدم يكون للدفاع عن الرئيس الإخواني وليس للدفاع عن حدود الوطن
بالتأكيد الإسلام برىء من هذه الأفعال التى يقوم بها بعض المنتمين إلى التيار الإسلامى باسم الدين ,برىء ممن إتخذ القرار بنزول شباب «الإخوان» للمواجهة ومن ثم «الاعتداء» على المعارضين.
ولندرك أن الدعوات التى تقودها المعارضة لعمل تحقيق جنائي في ما حدث ليس بحثاً عن الحقيقة ومحاسبة من إعتدى فقط ، لكنها تريد توظيفها سياسياً بإظهار «الإخوان» كميليشيا ضاربة محاربة، ولعل «الإخوان» يريدونها أن تدرك ذلك، وأنهم قادرون على حماية «رئيسهم»، على إعتبار أن المعارضة أيضاً ليست بريئة من بعض أعمال العنف والبلطجة وإستخدام السلاح.
يبدو أنها شهوة الانتصار والانتقام والاستبداد والقوةهى التى جعلت البعض يتخفى تحت شعارالشريعة والشرعيةحماية الثورة وضروة التصدي للمؤامرةالتى يتبناها البعض من الفلول وبعض المنتمين إلى الإعلام والعلمانيين .
اليوم وجميعنا فى مركب واحد بات واضحا أنه يتحتم علينا الإختيار فثمة ضباب كثيف، وصخب هائل من كل الاتجاهات، معارضة وحكومة، وثوار شباب لا يعرفون ما يريدون كمصريين  فكل له هدف يصبو إلى تحقيقه بطريقته التى قد لاتكون مقنعة للاخرين وقد لاتحقق حلم أمة فى الوصول إلى الإستقرار الذى ينشده الجميع
هالة برعى

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى