ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب وما شهدته الجولة الأولى من مفاجآت أبرزها سقوط بعض الرموز مثل
ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب وما شهدته الجولة الأولى من مفاجآت أبرزها سقوط بعض الرموز مثل جورج إسحق من حركة كفاية وعبد المنعم الشحات من حزب النور السلفي فضلا عن الأداء المخيب لحزب الوفد وصعود نجم الإخوان المسلمين والكتلة المصرية أيضا رغم حداثتها ،، تبدأ القوى السياسية في حشد أنصارها وتنظيم صفوفها من جديد أملا في تحقيق المزيد ….
وباستثناء النخبة المثقفة التي تحسن اختياراتها وتحسمها منذ البداية ،، تظل الأعين منصوبة على الناخب البسيط الذي يتوجه إلى صندوق الاقتراع – قد تكون هذه هي المرة الأولى بالنسبة له – أملا في إحداث تغيير لواقعه المعيشي السيء أو مجاملة لأحد أقربائه الذين ألحوا عليه في الذهاب لانتخاب مرشح بعينه ، ،، أو خوفا من الغرامة التي قد تطبق عليه ، وهكذا تتراص الصفوف وتتجمع الارقام إلى جانب بعضها البعض لتمنح الغلبة للمرشح أو الحزب ….
قصة الانتخابات في النظام الذي كان معمولا به قبل الثورة دائما ما كانت تنتهي عند هذا الحد ، وهي مرحلة التصويت ، ، حيث يبدأ بعدها المجلس التشريعي في الإنعقاد ويختفي عضو مجلس الشعب في ظروف غامضة باستثناء المجموعة التي تعشق الظهور الإعلامي .. ولأن الصوت لم يكن مسموعا ، ولأن القرارات والقوانين كانت تنال الثقة مبكرا ، فلم يكن الناخب البسيط ينتظر من نائبه خيرا ، اللهم إلا بعض اللافتات المرحبة بقدوم شهر رمضان والعيد …
إلا أن برلمان الثورة – كما يقال سيكون مختلفا – .. فالشعب اختار بنفسه ولنفسه .. ولأن هذا هو حقا اختيار الشعب ، فإن التحدي سيكون أكبر .. فعلى قدر الحرية تكون المسئولية .. فالشعب إذا سيكون هو المسؤل عن اختياراته ، سواء كانت إخوانية أو سلفية أو ليبرالية أو حتى اختار مرشحين ليس لهم انتماءات سياسية … فلا مجال للتخوف اذا من جانب الشعب الذي اختار وأحسن الاختيار…. ولكن لماذا اختلفت رغبات الناخبين في جولة إعادة المرحلة الأولى عنها في الجولة الأولى من نفس المرحلة.. أين ذهبت الألاف المؤلفة من الأصوات التي حصل عليها السلفيون في الجولة الأولى ؟؟ هل أتت عليها التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها أقطاب السلفية حول تحريم الديمقراطية والاتجاه للحد من الحريات العامة والموقف المتشدد من السياحة والمرأة وغيرها ؟؟ وهو ما دفع الناخبين إلى تغيير وجهتهم وتعديلها بضع درجات لتستقر في صناديق الإخوان الذين ابتعدوا بخبرتهم السياسية عن إطلاق التصريحات المستفزة للشارع المصري … أم أن عقول أنصار النور نضبت من أساليب الترغيب والترهيب لدفع الناس الى الخروج لاختيارهم ….
وهل ما حدث في جولة الإعادة بالمرحلة الأولى قد يحدث في المرحلتين اللاحقتين ؟؟؟ بمعنى هل يراجع الناخب نفسه فيمن يختار وتأتي النتائج مختلفة لتضع على الطاولة أسماء جديدة ؟؟ نوابا من الشباب المتحمسين المتعطشين للحرية والديمقراطية والعمل لنهضة مصر بعيدا عن المرجعيات والتحالفات والمصالح الشخصية ، أم أنه سيتعامل بنفس مبدأه السابق "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش " ؟؟ ووقتها لن ينفع الندم ، ولا اعتراض إلا بعد خمس سنوات عند الانتخابات الجديدة … فلا تلوموا أحدا إن لم تجدوا إلا سرابا … ولكن لومو أنفسكم …