بدأ ت فعاليات مؤتمر "Super Return Africa" السنوي والذي تستضيفه العاصمة الكينية نيروبي تحت عنوان "الاستثمار المباشر في أفريقيا: الانطباعات

كتبت نيفين صبرى

بدأ ت فعاليات مؤتمر "Super Return Africa" السنوي والذي تستضيفه العاصمة الكينية نيروبي تحت عنوان "الاستثمار المباشر في أفريقيا: الانطباعات والواقع" بمشاركة نخبة من أبرز خبراء صناعة الاستثمار المباشر حول العالم.
وأوضح المشاركون بفعاليات المؤتمر أن "إحدى الدراسات الأخيرة التي قامت بها مؤسسة التمويل الدولية تشير إلى أنه منذ عشر سنوات كانت هناك دولة أفريقية واحدة تفتح ذراعيها لشركات ومشروعات الاستثمار المباشر. أما اليوم فإن الأبحاث والمعطيات تؤكد أن القارة الأفريقية بما لها من قاعدة استهلاكية تضم أكثر من مليار مستهلك، وكونها بيت لمجموعة من أسرع الاقتصادات نمواً حول العالم ومنها غانا واثيوبيا وتنزانيا، أصبحت تضم 21 سوقاً على الأقل من الأسواق الذاخرة بفرص الاستثمار الاستثنائية للمستثمرين الراغبين في تحقيق العوائد القوية".
ويشارك ضمن جلسات المؤتمر ستيفن ميرفي، العضو المنتدب بشركة القلعة – وهي الشركة الرائدة في مجال الاستثمار المباشر بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتصل قيمة استثماراتها إلى 8.7 مليار دولار أمريكي موزعة على 15 مجال صناعي متنوع في أنحاء 15 دولة. ويرى ميرفي أن الأسواق الأفريقية تعد الملاذ الآمن والأخير لمؤسسات الاستثمار المباشر الناجحة حول العالم.
ويرى ميرفي أن هذه الحقيقة هي ذريعة البعض من أجل تجنب الاستثمار في أفريقيا خوفاً من مخاطر الأسواق التي تشهد تركيزاً مكثفاً على حركة السلع ويصعب فيها تنفيذ التخارج، وذلك بعيداً عن صعوبة العثور على شريك عمومي يتمتع بالمصداقية والخبرة اللازمة للاستثمار إلى جانبه.
وأكد ميرفي أنه بالدراسة المتأنية تظهر حقيقة مغايرة لتلك التصورات، حيث تكمن ميزة الأسواق الأفريقية في الفرص التي تذخر بها القارة، ومنها فرص تحسين الأداء الاقتصادي على المستويين الجزئي والكلي لما بها من موارد طبيعية، وفرص خلق وتنمية الكيانات التجارية والصناعية والزراعية الجديدة، بالإضافة إلى فرص تطوير وتحديث المشروعات والكيانات القائمة بالفعل.
وأضاف ميرفي: "باعتبار أن القاعدة السكانية بأفريقيا تبلغ أكثر من مليار مستهلك، وأن 60% من هذا التعداد الضخم قد بدأ مرحلة التحول من كونه مجتمعاً ريفياً فقط يعمل على الزراعة إلى مجتمع حضري معاصر، فإن هذا يبشر بتطور قاعدة ضخمة من القوى العاملة – حوالي 1.3 مليار عامل بحلول عام 2040 مقابل 582 مليون عامل اليوم – فضلاً عن بنشأة أسواق استهلاكية ضخمة تحتاج إلى الكثير من السلع والخدمات التي كانت بعيدة كل البعد عن متناولها في السابق. وإلى جانب هذه القوة الاستهلاكية التي تتمتع بها الأسواق الأفريقية، هناك ميزة أخرى تتجلى في المردود المباشر والسريع لاستثمارات البنية التحتية والقيمة المضافة من نمو حركة الصادرات."
وتابع ميرفي: "إن الاستثمارات المباشرة في أفريقيا لا تواجه صعوبة لتنفيذ التخارج على الإطلاق، والدليل على ذلك قدرة شركة القلعة على تحقيق عوائد نقدية للمستثمرين بلغت 2.2 مليار دولار أمريكي في غضون ثمان سنوات هي عمر شركة القلعة. والحقيقة أنه في الوقت الذي بدأ فيه الشركاء المحدودين "التجاريين" بالاستثمار مؤخراً، نجحت مؤسسا التمويل التنموية في تكوين محافظ استثمارية ضخمة في أفريقيا، وتمكنت من تحقيق عوائد مجزية مما عمل على ترسيخ مميزات الاستثمار في الأسواق الأفريقية."
واختتم ميرفي حديثه حاثاًّ المستثمرين في أنشطة الاستثمار المباشر على الرجوع إلى تطور استثمارات الأسهم العامة في الفترة الماضية. فعلى مدار العقد الماضي، تكبد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسائر، بينما حقق مؤشر مورجان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة عوائد بلغت 163%. وأكد أن أنشطة الاستثمار المباشر في أفريقيا تتيح للمستثمرين فرصة الاستفادة من النمو الاقتصادي القوي وانخفاض مستويات المنافسة، بالإضافة إلى انخفاض المخاطر المالية والقدرة على تحقيق مردود حقيقي على المجتمعات التي تستثمر فيها، وأن كل ذلك يوازيه ترحيب حقيقي من الحكومات الإقليمية.