عاجل

تسعى الصين إلى بسط نفوذها الاقتصادى وهيمنتها على قطاع هام فى صناعة الدواء فى العالم، ألا وهو عقاقيرالتطعييم والأمصال. وتدفع

تسعى الصين إلى بسط نفوذها الاقتصادى وهيمنتها على قطاع هام فى صناعة الدواء فى العالم، ألا وهو عقاقيرالتطعييم والأمصال. وتدفع
الأحد ٠٤ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠:٠٠ ص
2186


كتبت – ابتهال مخلوف
تسعى الصين إلى بسط نفوذها الاقتصادى وهيمنتها على قطاع هام فى صناعة الدواء فى العالم، ألا وهو عقاقيرالتطعييم والأمصال.
وتدفع كبرى شركات الدواء الصينية إلى زيادة الطلب على إنتاجها من الأمصال واللقاحات عالمياً خلال السنوات الخمس القادمة لتدخل فى منافسة مع شركات الدواء الغربية العملاقة، من خلال زيادة صادراتها قليلة التكلفة لدول العالم الفقيرة.
وترى نينا شوالب رئيس قسم السياسات فى التحالف العالمى للأمصال والتطعيمات" جافى"-المعنى بشراء وتوفير الامصال والتطعيمات لخمسين مليون طفل فى العالم سنويا- أن دخول الصين لسوق التطعيمات سوف ينعكس على تغيير قواعد اللعبة والتعاقدات الضخمة التى تتفاوض بشأنها منظمات الإغاثة الدولية، وتضيف أن التحالف يتطلع بحماس لدخول الصين
كان اجتياح أنفلونزا الخنازير للعالم عام 2009 بمثابة نقطة اللإنطلاق للصين كقوة مؤثرة فى صناعة الأمصال، اذ حبس العالم أنفاسه عندما تمنكنت شركة صينية من تطوير لقاح لأنفلونزا الخنازير، التى أثارت الرعب بين البشر حينذاك، خلال 87 يوماً فقط، وكان مجال تطويراللقاحات والأمصال فى الماضى القريب جداً حكراً على الولايات المتحدة وأوروبا.

والأبعد من ذلك، عندما أعلنت قررت منظمة الصحة العالمية فى مارس الماضى أن هيئة سلامة الدواء الصينية أصبحت تحقق مستويات الجودة المطلوبة وشروطها فى مجال الأمضال واللقحات، مما يفتح الباب أمام حصول تلك المنتجات التى تحمل عبارة" صنع فى الصين" على جزء من كعكة التعاقدات مع منظمات الأمم المتحدة وتحالف" جافى" ومنافسة أباطرة الدواء الأمريكية والغربية المسيطرة على السوق العالمى.
ويعزز الواقع من المكانة المنتظرة للصين كقوة عظمى منافسة مع امريكا وأوروبا؛ حيث أن لديها 30 شركة تبلغ طاقتها الإنتاجية مليار جرعة سنوياً، وهو أعلى رقم على مستوى العالم، وفقاً لما تعلنه هيئة الدواء والغذاء الصينية.
ورغم الآمال الواعدة للصين فى ذلك المجال، إلا أن هيلين يانج من شركة" سينوفاك" المطورة للقاح أنفلونزا الخنازير تحذر من أن إنتاج بلادها من الأمصال واللقاحات يفتقد الثقة العالمية، موضحة أن العائق الأكبر أمامه هو الصورة الذهنية العامة المنطبعة فى أذهان الناس لكل منتج يحمل عبارة" صنع فى الصين"، خاصة مع ما تسبب فيه عقار صينى لعلاج السعال من موت نحو مائة طفل فى أمريكا اللاتيينة عام 2007، والمخاطر التسمم التى تعرض لها مئات الآلاف من الرضع الصينيين جراء البان الأطفال الملوثة بالميلامين مؤخراً.
ويضيف يانتسونج هيونج الخبير فى مجال الصحة الصينية فى المجلس الأمريكى للعلاقات الخارجية، تحدياً جديداً ألا هو غياب مفاهيم اقتصاد السوق والشفافية ودور وسائل الإعلام كرقيب على الشركات فى الصين.
ورغم ذلك فإن السوق العالمى متعطشاً لإنتاج الصين من اللقحات والأمصال مما يبللور hلأهمية القصوى التى توليها الشركات الصينية لذلك القطاع الدوائى.
ومن البراهين القوية فى هذا الصدد أن اللقاحات تستقطع جزءاً هاماً من 300 مليون دولار هى ميزانية مؤسسة بيل جيتس العالمية لتطوير العقاقير للبلدان الفقيرة.
ولدخول الصين المنافسة فى سوق اللقاحات أهمية كبيرة، فبحسب إحصاءات الدولية، يموت طفل فى العالم كل عشرين ثانية بسبب مرض يمكن مكافحته باللقاحات والأمصال لذا يتتفاوض صندوق الأمم المتحدة للطفولة" اليونسيف- وهو اكبر كيان فى العالم يستورد الأمصال لتطعيم الأطفال- مع شركات صينية.
يذكر أن اليونسيف يوفر التطعيمات لنحو 60 % من أطفال العالم وأنفق فى هذا الصدد العام الماضى وحده 757 مليون دولار.
وبصورة عامة تكشف دراسة لشركة" كالوراما" لأبحاث التسويق فى قطاع الخدمات الصحية أن مبيعات اللقحات والمصال العام الماضى ارتفعت بنسبة 14 % لتتجاوز 25 مليار دولار
وتؤكد الدراسة أن شركات الأدوية فى العالم تنظر لسوق الأمصال باعتباره طوق النجاة مستقبلاً فى المنافسة الشرسة بينها خاصة مع ارتقاع معدلات الطلب علي أدوية الوقاية فى أمريكا اللاتينية والهند والصين.
ويتوقع وى يونجلين نائب رئيس مجموعة" بيوتك" للعقاقير الطبية المملوكة للدولة أن الصين سوف تصبح فى السنوات العشر القادمة أكبر قاعدة لصناعة وتطوير الأمصال فى العالم، مشيراً إلى إن الشركة تسعى لاستثمار مليار ونصف مليار دولار حتى هام 2015 للوصول بانتاجها لمعايير وشروط منظمة الصحة العالمية وكذلك لتطوير لقاح للتطعيم ضد الفيروس المسبب لأمراض المعدة لدى الأطفال الذى يودى بحياة نصف مليون طفل فى العالم سنويا.
 كما تجرى فى شركة" سينوفاك" أبحاث على لقاح جديد ضد فيروس للأمعاء يهدد حياة ملايين الأطفال فى لاصين والهند والدول الأسيوية.
وتجرى كذلك تجارب معملية فى شركات صينية لمنافسة شركة الدواء الألمانية العملاقة" فايزر" التى حققت العام الماضى أعلى رقم فى مبيعات الدواء فى العالم بنحو 3,7 مليار دولار، لإنتاج لقاح ضد آحدى أنواع البكتريا التى تصيب الرئتين والجهاز التنفسى بوجه عام.
ويبدو أن للصين ميزة تنافسية لاتقاوم وهى انخفاض أسعار لقاحاتها مما يغرى هيئات الأمم المتحدة على التحويل تعاقداتها لشراء العقاقير والتطعيمات لمكافحة الامراض الوبائية فى الدول الفقيرة من شركات الدواء الغربية المتحكمة فى السوق إلى آخرى صينية، خاصة اليونسيف الذى يشكو مراراً من أن شرطات الدواء الشهيرة تضاعف أسعار عقاقيرها فى الصفقات التى يبرمها معها مقارنة بالشركات الهندية والأندونسية
يذكر أن منظمة أطباء بلا حدود تنتقد دوماً التحالف العالمى للامصال والتطعيمات" جافى"  لأنه ينفق ملايين الدولارات على على لقاحات المضادة للإلتهاب الرئوى من شؤكات غربية.
لكن يظل السؤال: هل دخول التنين الأصفر لعالم اللقاحات فى مصلحة العالم خاصة سكان الدول الفقيرة والنامية التى تنتشر بها الأوبئة والأمراض أم أن انخفاض أسعار ما تنتجه يحمل فى طياته عقاقير محدودة المفعول الطبى؟
 

الأكثر قراءة
Latest-News-img
المركزي: ارتفاع إيرادات رسوم المرور بقناة السويس بمعدل 20.7% لتسجل 4.8 مليار دولار خلال 6 أشهر
Latest-News-img
وزيرة التخطيط: 7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات الموجهة للشرقية لتنفيذ 419 مشروعًا بخطة 23-2024
Latest-News-img
الإحصاء: 6 ملايين دولار صادرات مصر لمملكة البحرين خلال عام 2023
Latest-News-img
الإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي لشهر مارس 2024
Latest-News-img
بعد رفع أجور القطاع الخاص لـ6000 جنيه.. وزير العمل يؤكد تنفيذه بالمديريات
Latest-News-img
إيرادات روسيا تقفز خلال الربع الأول وسط صعود أسعار النفط
جديد الأخبار