عاجل

ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالاسكندرية 9 اكتوبرعام 1898 لاب مصري من اصل ريفي يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات

ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالاسكندرية 9 اكتوبرعام 1898 لاب مصري من اصل ريفي يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠١٦ - ٠٠:٠٠ ص
2501

كنبت : بنان عبد الناصر

ولد توفيق إسماعيل الحكيم بالاسكندرية 9 اكتوبرعام 1898 لاب مصري من اصل ريفي يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان يعد من اثرياء الفلاحين، ولام تركية ارستقراطية كانت ابنة لاحد الضباط الاتراك المتقاعدين ولكنَ هناك من يقدم تاريخاً آخر لولادته وذلك حسب ما اورده الدكتور اسماعيل ادهم والدكتور ابراهيم ناجي في دراستهما عن توفيق الحكيم حيث ارَّخا تاريخ مولده عام 1903م بضاحية الرمل في مدينة الإسكندرية.. لكن 9 اكتوبر 1898 هو الاقرب للصحة حسب رأي الاغلبية 
كانت والدته سيدة متفاخرة لانها من اصل تركي وكانت تقيم العوائق بين توفيق الحكيم واهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن اترابه من الاطفال وتمنعهم من الوصول اليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير الى عالمه العقلي الداخلي وعندما بلغ السابعة من عمره التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية، ثم انتقل الى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته واتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها الى جانب امه ..كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد في تردده على فرقة جورج أبيض ما يرضي ميوله الفنية للانجذاب إلى المسرح وفي عام 1919م مع الثورة المصرية شارك مع اعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة إلا ان والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري الى أن افرج عنه حيث عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921م ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925م، التحق توفيق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميا متدربا فترة زمنية قصيرة، وارسل لبعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها قصد الحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في احدى الجامعات المصرية الناشئة فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه (1925م - 1928م)، وفي باريس، كان يزور متحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة و اطلع على الادب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي وعاد سنة 1928 الى مصر ليعمل وكيلا للنائب العام سنة 1930، وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشاً للتحقيقات، ثم نقل مديراً لادارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم الى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي. استقال في سنة 1944، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية وفي نفس السنة انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الاعلى لرعاية الفنون والاداب بدرجة وكيل وزارة وفي سنة 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب وعمل بعدها مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971.
يتميز أسلوب كتابة الحكيم المزج بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات. 
 
 
ومرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى بلغ مرحلة النضج، وهي: 
المرحلة الأولى : وهي التي شهدت الفترة الاولى من تجربته في الكتابة، وكانت عباراته فيها لا تزال قليلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى انها لتبدو احيانا فضفاضة الى حد كبير، ومن ثم فقد لجأ فيها إلى اقتباس كثير من التعبيرات السائرة لاداء المعاني التي تجول في ذهنه، وهو ما جعل اسلوبه يشوبه القصور وعدم النضج وفي هذه المرحلة كتب مسرحية اهل الكهف، وقصة عصفور من الشرق، وعودة الروح.
المرحلة الثانية : حاول في هذه المرحلة العمل على تطويع الالفاظ للمعاني، وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والالفاظ التي تعبر عنها من اللغة ويلاحظ عليها انها تمت بشيء من التدرج، وسارت متنامية نحو التمكن من الاداة اللغوية والامساك بناصية التعبير الجيد وهذه المرحلة تمثلها مسرحيات شهرزاد، والخروج من الجنة، ورصاصة في القلب، والزمار.
المرحلة الثالثة : وهي مرحلة تطور الكتابة الفنية عند الحكيم التي تعكس قدرته علي صوغ الأفكار والمعاني بصورة جيدة وخلال هذه المرحلة ظهرت مسرحياته: سر المنتحرة، ونهر الجنون، وبراكسا، وسلطان الظلام.
وبالرغم من الانتاج المسرحي الغزير للحكيم، الذي يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده، فإنه لم يكتب الا عددًا قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها علي خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور، وانما كانت معظم مسرحياته من النوع الذي يمكن ان يطلق عليه المسرح الذهني، يفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي خشبة المسرح؛ فيقول: (اني اليوم اقيم مسرحي داخل الذهن، واجعل الممثلين افكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية اثواب الرموز.. لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم اجد قنطرة تنقل مثل هذه الاعمال الي الناس غيرالمطبعه).
 
 
موقفه من الأحزاب والمرأة : بالرغم من ميول الحكيم الليبرالية ووطنيته فقد حرص علي استقلاله الفكري والفني، فلم يرتبط بأي حزب سياسي في حياته قبل الثورة, فلما قامت ثورة يوليو 1952 ارتبط بها وأيدها ولكن في الوقت نفسه كان ناقدًا للجانب الديكتاتوري غير الديمقراطي الذي اتسمت به الثورة منذ بدايتها وكما تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على تأكيدها في كتاباته، فقد عنى ببناء الشخصية القومية، واهتم بتنمية الشعور الوطني، ونشر العدل الاجتماعي، وترسيخ الديمقراطية، وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة. ومع ما أشيع عن توفيق الحكيم من عداوته للمرأة فإن كتاباته تشهد بعكس ذلك تمامًا فقد حظيت المرأة بنصيب وافر في أدب توفيق الحكيم، وتحدث عنها بكثير من الإجلال والاحترام الذي يقترب من التقديس. والمرأة في أدب الحكيم تتميز بالايجابية والتفاعل، ولها تأثير واضح في الأحداث ودفع حركة الحياة، ويظهر ذلك بجلاء في مسرحياته شهرزاد، وايزيس، والأيدي الناعمة، وبجماليون، الرباط المقدس، وعصفور من الشرق، وعودة الروح.
الحكيم وعبد الناصر: انزله جمال عبد الناصر منزلة الاب الروحي لثورة 23 يوليو، بسبب عودة الروح التي اصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيحيي الامة من رقادها ومنحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام ولم يذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم،
وله كتب نشرت بالغة أجنبية منها ( مسرحيه شهر زاد, و رواية عودة الروح, رواية و يوميات نائب في الأرياف, مسرحية الأيدي الناعمة (فيلم), رواية عصفور من الشرق, قصص عدالة وفن, مسرحية بجماليون, مسرحية الملك أوديب, مسرحية سليمان الحكيم ).
واشتهر توفيق الحكيم على مدى تاريخه الطويل بالعديد من المعارك الفكرية التي خاضها أمام ذوي الاتجاهات الفكرية المخالفة له فقد خاض معركة في اربعينيات القرن العشرين مع الشيخ المراغي شيخ الازهر انذاك، ومع مصطفى النحاس زعيم الوفد، وفي سبعينيات القرن العشرين خاض معركة مع اليسار المصري بعد صدور كتاب "عودة الوعي"، وكانت اخر معارك الحكيم الفكرية وأخطرها حول الدين عندما نشر توفيق الحكيم على مدى اربعة أسابيع ابتداء من 1 مارس 1983 سلسلة من المقالات بجريدة الأهرام بعنوان "حديث مع وإلى الله".. ورحل الحكيم في 26 يوليو 1987 بعد حياة حافلة بالابداع والانجاز .
 
الأكثر قراءة
Latest-News-img
المركزي: ارتفاع إيرادات رسوم المرور بقناة السويس بمعدل 20.7% لتسجل 4.8 مليار دولار خلال 6 أشهر
Latest-News-img
وزيرة التخطيط: 7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات الموجهة للشرقية لتنفيذ 419 مشروعًا بخطة 23-2024
Latest-News-img
الإحصاء: 6 ملايين دولار صادرات مصر لمملكة البحرين خلال عام 2023
Latest-News-img
الإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي لشهر مارس 2024
Latest-News-img
إيرادات روسيا تقفز خلال الربع الأول وسط صعود أسعار النفط
Latest-News-img
بعد رفع أجور القطاع الخاص لـ6000 جنيه.. وزير العمل يؤكد تنفيذه بالمديريات
جديد الأخبار