عاجل

ولد جونز ياكوب بيرسيليوس الكيميائي السويدي في 20 أغسطس 1779 في إحدى مقاطعات جنوب البلاد ، ويعد واضع أسس الرموز

ولد جونز ياكوب بيرسيليوس الكيميائي السويدي في 20 أغسطس 1779 في إحدى مقاطعات جنوب البلاد ، ويعد واضع أسس الرموز
الأحد ٢٠ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٠:٠٠ ص
2940

كتب : مصطفي إسماعيل 

ولد جونز ياكوب بيرسيليوس الكيميائي السويدي في 20 أغسطس 1779 في إحدى مقاطعات جنوب البلاد ، ويعد واضع أسس الرموز الكيميائية الحديثة. ويعتبر أحد مؤسسي الكيمياء الحديثة جنبًا إلى جنب مع كلٍ من جون دالتون وأنطوان لافوازييه.

اكتشف بيرسيليوس عنصر السيلكون والسيلينيوم والثوريوم والسيريوم. تم تعيينه في الجمعية الملكية السويدية للعلوم في عام 1808م, وأصبح عضوًا في الجمعية السويدية في عام 1837م.

مات والد  يونْس وهو في سن الرابعة، وتزوجت أُمه من رجل له خمسة أبناء، وتختلف الروايات حول الصعوبات في هذا الوضع، وتوفيت والدته هي الأُخرى عندما بلغ التاسعة من عمره، فأرسلوه مع أُخته إلى بيت أحد أقاربه وفي سن الخامسة عشر كان بيرسيليوس يذهب إلى معلم خصوصي في مزرعة قريبة.

أصبح اهتمام بيرسيليوس منصباً على العلوم الطبيعية والطب، وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره ربح منحة دراسية لمدة ثلاثة أعوام، وأصبح قادراً على تركيز جهده في الدراسة.

درس الطب في جامعة أبسالا وتخرج فيها وهو في الثانية والعشرين. كان يدرس الكيمياء على يد الكيمائي آندرس جوستاف ايكبيرج، مكتشف التانتالوم.

عُيِّن في السنة التي تخرج فيها عام 1802 مساعداً في الطب والصيدلة من دون أجر في كلية الجراحة الشهيرة بستوكهولم، وقد استمر في خدمته هذه لتلك الكلية إلى آخر عمره. كما انتُدب محاضراً في الكلية الحربية وفي المعهد الطبي الجراحي بستوكهولم.

انتخب عام 1808 عضواً في أكاديمية العلوم السويدية وصار سكرتيراً دائماً فيها عام 1818 حتى وفاته.
عمل عضواً في لجنة لصنع البارود 1811- 1818، وصار مديراً للأكاديمية الزراعية 1811، زار إنجلترا في عام 1812 وفرنسا في عام 1819.
مُنِح لقب فارس 1818، كما منحه ملك السويد شارلز الرابع عشر لقب بارون 1835، وحصل على وسام كوبلي من الجمعية الملكية بلندن 1836، وأصبح عضواً أجنبياً في الجمعية الملكية بلندن 1813، والسكرتير الكيميائي المراسل للأكاديمية الفرنسية للعلوم 1816 وزميلاً أجنبياً فيها 1822. وعين أستاذاً في الكيمياء والصيدلة في معهد كارولينسكا.

 
أخيراً بعد أن أمن بيرسيليوس شهرته وثروته، كان في مقدوره أن يفكر في حياته الخاصة. وتزوج وهو في سن 56 من ابنة أحد أصدقائه القدامى عمرها 24عام
 وقد كتب إلى أحد معاونيه :
   
"أجل يا عزيزي فوهلر - أنا الآن متزوج حديثاً منذ ستة أسابيع فقط، وقد تعلمت معرفة جانب من الحياة لم يكن عندي فكرة عنه، أو كانت فكرتي عنه زائفة"

وعندما دخل بيرسيليوس بيت الزوجية قبل إجراءات الزفاف مباشرة، قام والد زوجته بتسليمه رسالة من ملك السويد، مع تعليمات بأن تقرأ الرسالة أمام الضيوف المحتشدين. وكان الخطاب ينصب بيرسيليوس باروناً.
كان الزواج سعيداً قي كل الروايات، لكن شابت مسحة من الحزن سنوات بيرسيليوس الأخيرة. وعمل جاهداً بشكل خارق ليعوض بدايته الفقيرة. وأصيب في أحد الانفجارات الكيميائية، ولم يُشف إلا بعد أن مضى عدة أشهر في الظلام الدامس. كان يتعرض خلال هذه المدة لصداع واكتئاب كلي.

تقدم به السن، وأصبح جامد التفكير، ورفض تقبل الإنجازات الجديدة في الكيمياء. وفي سنواته الأخيرة، كان محل احترام، لكن أفكاره لم تحظ بعناية كبيرة.

رغم ما عاناه بيرسيليوس إلا أن هذا لا ينكر عليه تاريخه الطويل المستمر. ففي بدايته كان يُنظر كزعيم للمجتمع الكيميائي. وقد دأب على نشر تقرير سنوي عن الإنجازات البارزة في الكيمياء لمدة عشرين سنة، وكانت انتقاداته الموجهة تدفع وتساعد على إدراك الكيمياء كعلم دقيق. ومن إنجازات بيرسيليوس تصنيفه لعناصر الكلور والبلور واليود كأعضاء في أسرة كيميائية واحدة، والتي أسماها «هالوجينات»، وقد أدخل مصطلحات الأيزومية أو التشبه الجزيئي للدلالة على المواد التي لها التركيب الكيميائي نفسه لكن خواصها الفيزيائية مختلفة (كان مفهوم الجزيئات المتراكبة بدأ يبزغ لتوه)، والحفز الذي يصف مقدرة بعض المواد على تعجيل سرعة التفاعلات دون أن تدخل هي في التفاعل والتآصل، ليصف حقيقة أن بعض العناصر توجد في أشكال جامدة مختلفة ولها صفات مختلفة.

ساعدت دراساته على تقدم جميع فروع الكيمياء، النظرية والتطبيقية، كما وضع الأساس الذي يستند إليه علم الكيمياء الحديثة. بدأ تحاليله عام 1807 لمعرفة تركيب المركبات الكيمياوية؛ إذ كان يعمل في أوقات فراغه مستعملاً في تجاربه أدوات مطبخ متواضعة، واستخدم تقنيات من إبداعه وتطويره، فدرس نحو ألفيْ مركّب في مدة عشر سنوات، حدَّد إبانها المقادير الدقيقة للعناصر المكوِّنة لتلك المركبات، وبذلك تحقَّق من صحة قانون النسب المعيَّنة الذي كان قد اقترحه جون دَلْتون قبله، ووضع قانون النسبة المضاعفة بين عامي 1808 و1812.
يعود إلى بيرسيليوس أساساً الفضل في قبول النظرية الذرية، وقام مع هيزِنْغر بتحليل المحاليل الملحية كهربائياً؛ ووضعها بالاستناد إلى هذه التحاليل نظرية الكهربائية المضاعفة ومفادها أن المواد جميعها مؤلفة من مكوِّنات مشحونة إيجاباً وأخرى مشحونة سلباً، وكان برزليوس الداعم الأكبر لهذه النظرية

صنع بيرسيليوس بطارية فولتية من أجل رسالة الدكتوراه، ودرس تأثير التيار الجلفاني على المرضى، ولم يجد تأثيراً لكن هذا الأمر بدأ سلسة من الأفكار التي أدت في قمتها بعد 11 عاماً، إلى النظرية المزدوجة للميل الكيميائي، سار برسيليوس على خطى نيكولسون وكارسيل في تجاربه، ليكتشف أن الكهرباء لا تشطر الماء فقط، بل تشطر الأملاح أيضاً. وفي وقت واحد قام هو وديفي بفصل فلزات الأتربة القلوية مثل الكالسيوم والباريوم بالتحليل الكهربائي. ثم اقترح حينئذٍ نظرية مزدوجة للميل الكهربائي، مبنية على التجاذب الكهربي :
   يونس ياكوب بيرسيليوس
"في كل اتحاد كيميائي يحدث تعادل بين شحنتين متضادتين، وينتج هذا التعادل ناراً كما يحدث عندما تعادل الكهرباء القارورة، أو كهرباء البطارية، أو البرق
   يونس ياكوب بيرسيليوس
كان هذا ساراً لأنه كان يحمل الحقيقة، وقوبلت أفكاره بالترحيب، وأصبح برزيليوس كيميائياً محترماً.

كان بيرسيليوس يفكر في استخدام الذرات، وهو الذي بدأ كتابة الصيغ الكيميائية باستخدام الحرف الأول للعنصر (مضيفاً حرفاً ثانياً للتفريق بين عنصرين يبدآن بالحرف نفسه)، وهو الذي استخدم الأرقام مكتوبة أعلى الرمز للدلالة على العدد النسبي المركب، أُثبت هذا النظام أنه يمكن استخدامه بسهولة لدرجة أنه لا يزال يُستخدم حتى اليوم (فيما عدا أن الصيغة المألوفة H2O كان لابد أن تكتب حسب طريقة بيرسيليوس، وفي الواقع لم يكن بيرسيليوس يكتب صيغة الماء بأي من الطريقتين، أو ليس بالرقم 2، لأنه مبدئياً كان يعتقد بالمقدمة المنطقية لدالتون والتي تقول أن جزيء الماء يتكون من ذرة هيدروجين وذرة أوكسجين).
ومن هذا المنطق ومن اكتشافات كيميائيين كثيرين آخرين، بنى بيرسيليوس جدول الأوزان الذرية

أثناء عملية تعيين الأوزان الذرية الدقيقة، قام بيرسيليوس بتصميم أشياء كثيرة من تلك التي تُستخدم كأجهزة كيميائية حتى اليوم، بما في ذلك الأقماع الزجاجية، والكؤوس وزجاجات الغسيل وأوراق الترشيح والأنابيب المطاطية (في السابق كانت تُستخدم أنابيب جلدية مخيطة) وقد أستخدم لهبا كحولياً معروفاً باسم مصباح بيرسيليوس، والذي حل محله بعد ذلك مصباح بنزن فقط عندما أدخلت الإنارة بالغاز ومدت أنابيب الغاز. وقد استخدم كل هذا الأجهزة المعملية لعزل عناصر جديدة واكتشافها.
قام بيرسيليوس باكتشاف العديد من المعادن وفصلها مثل السيلكون والسيلينيوم والثوريوم والسيريوم والطلاب الذين كانوا يعملون في معمله قاموا باكتشاف الفاناديوم والليثيوم.
من مؤلفاته :
كتاب مرجع في الكيمياء (1808) بعنوان Lehrbuch der Chemie أعيد طبعه خمس مرات وترجم إلى عدة لغات عالمية بين 1808 و1848.
وكتاب بعنوان «النسب الكيمياوية والتأثير الكيمياوي للكهرباء» (1814).
كما ترك نحو 250 بحثاً أصيلاً. وتولى منذ العام 1812 إعداد التقرير السنوي لأكاديمية العلوم السويدية عن الإنجازات التي تتحقق في مجالي الكيمياء والفيزياء. كما كان يحرر في المجلة الاقتصادية Ekonomiska Annaler التابعة للأكاديمية نفسها.

توفي في 7 أغسطس 1848، عن عمر ناهز الـ 68، وكانت وفاته في استوكهولم بالسويد.
 
الأكثر قراءة
Latest-News-img
المركزي: ارتفاع إيرادات رسوم المرور بقناة السويس بمعدل 20.7% لتسجل 4.8 مليار دولار خلال 6 أشهر
Latest-News-img
وزيرة التخطيط: 7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات الموجهة للشرقية لتنفيذ 419 مشروعًا بخطة 23-2024
Latest-News-img
جوجل تحذف بيانات جمعتها من تصفح مستخدميها تفاديا لدعوى مرفوعة عليها
Latest-News-img
الإحصاء: 6 ملايين دولار صادرات مصر لمملكة البحرين خلال عام 2023
Latest-News-img
الإحصاء: تراجع معدل التضخم السنوي لشهر مارس 2024
Latest-News-img
إيرادات روسيا تقفز خلال الربع الأول وسط صعود أسعار النفط
جديد الأخبار