الرأي

رحمة الله تعالي و بركانه عليكم آل الصحافة .. العظماء الشرفاء الذين ما كان في حياتهم شاغل الا اقامة الصروح

رحمة الله تعالي و بركانه عليكم آل الصحافة .. العظماء الشرفاء الذين ما كان في حياتهم شاغل الا اقامة الصروح الصحفية التي تدافع عن الحق قولا و فعلا و تصرفا عفيفا نزيها شريفا دون غرض او قصد ..
محمد التابعي .. احسان عبد القدوس .. محمد زكي عبد القادر .. روز اليوسف .. مصطفي امين .. علي امين .. محمد حسنين هيكل .. صلاح الدين حافظ .. سعيد سنبل .. موسي صبري .. جلال الحمامصي .. رجاء النقاش .. محمود السعدني .. فكري اباظة .. عبد الوهاب مطاوع .. مجدي مهنا .. سلامة احمد سلامة .. محمود عزمي .. احمد بهاء الدين .. و كامل زهيري , هذا الصحفي الأخير عايشته سنين عمري كلها و كان كمثل سابقيه من عظماء الصحفيين لا يهتم الا بالمهنة و اصحابها و مشاكلها , فلم اجده يوماً , كمثل زملائه من رعيل الصحافة الأول ساعياً الي قصر منيف او سيارة فارهة او حساب في بنك متضخم بملايين .. اولئك هم عظماء المهنة التي قامت علي اكتافهم سنوات طويلة صامدة شامخة نزيهة من كل غرض , لتمر الأيام و السنون و يتلقف المهنة دفعة من تعيينات رؤساء مجالس الادارات و رؤساء تحرير الصحف القومية ظهرت قبل ست سنوات مضتليتعاونوا جميعاً – دون اتفاق – في تحويل اوراق صحفها و مجلاتها الي اوراق النقد ذات الفئات المليونية تدخل في حساب الرصيد البنكي لكل من رئيس مجلس ادارة المؤسسة الصحفية القومية و رئيس تحرير الاصدار السياسي اليومي و الاسبوعي للمؤسسة ..
انهم الذين احنوا قامة المهنة امام مقام رجل الأعمال ..
انهم الذين طوعوا الكلمة الصحفية لتصبح في خدمة صاحب فابريكة السيراميك و تاجر الأدوات الصحية ..
انهم الذين شربوا مشروب رجل الأعمال ل"يسترجلوا" به و يكتبون كلمات المديح طمعاً في نشر صفحة اعلانات يقبضون عمولتها ..
انهم الذين يتربصون و يتنمرون و يهددون و يتوعدون صحفي شاب لا يطمع الا في التعيين بالمؤسسة القومية ليمارس المهنة التي احبها لقاء ثلاث ورقات فقط من فئة المائة جنيه كل ثلاثين يوماً ..
انهم الذين لا يكشفون – علي صفحات جرائدهم التي يتولون رئاسة التحرير فيها – حقيقة رجل الأعمال مقترض اموال البنوك نظير الحصول علي فيلا في احدي مدنه السكنية ..
انهم الذين استغلوا مراكزهم و امكانات مؤسساتهم لتحقيق حلم الظهور الاعلامي "المقرف" بعد ان ظلوا قابعين سنوات طويلة في بدروم مؤسساتهم العريقة صاحبة الاصدارات التي – كانت قبل عهدهم– متميزة و حولوها الي ملتقي ليالي الفن و سهرات الخيم الرمضانية ..
اتطلع الي العظماء من اصحاب المهنة الأولون فاجد ان الصحافة اثرت علي حساب صحتهم و ارواحهم و قوت اولادهم ليموتوا هم و تعيش الصحافة لتبلغ اوج عظمتها في عهودهم ..
و اتلفت الآن حولي فلا اجد الا رؤساء مجالس الادارات و رؤساء تحرير الصحف القومية الذين يمتلكون الملايين الظاهرة في الأرصدة البنكية و العقارات الأسمنتية ..
انهم الذين اثروا علي حساب الصحافة ليعيشوا هم و تموت الصحافة التي ظهرت تحت رئاستهم في ادني صورها ..
انهم مليونيرات الصحافة القومية الذين افسدوها .. و ما زالوا مستمرين و ان تغيرت الوجوه الا قليلا .. للأسف .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى